الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
15535 6815 - (15965) - (3\484) عن ذي الجوشن، قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن فرغ من أهل بدر بابن فرس لي، فقلت : يا محمد إني قد جئتك بابن القرحاء لتتخذه، قال : " لا حاجة لي فيه، ولكن إن شئت أن أقيضك به المختارة من دروع بدر فعلت" فقلت : ما كنت لأقيضك اليوم بغرة قال : " فلا حاجة لي فيه " ثم قال : " يا ذا الجوشن، ألا تسلم، فتكون من أول هذا الأمر " قلت : لا، قال : " لم؟ " قلت : إني رأيت قومك قد ولعوا بك، قال : " فكيف بلغك عن مصارعهم ببدر؟ " قال : قلت : بلغني، قال : قلت : أن تغلب على مكة وتقطنها، قال : " لعلك إن عشت أن ترى ذلك " قال : ثم قال : " يا بلال، خذ حقيبة الرحل فزوده من العجوة " فلما أن أدبرت، قال : " أما إنه من خير بني عامر " قال : [ ص: 141 ] فوالله إني لبأهلي بالغور إذ أقبل راكب فقلت : من أين؟ قال : من مكة، فقلت : ما فعل الناس؟ قال : قد غلب عليها محمد صلى الله عليه وسلم، قال : قلت : هبلتني أمي، فوالله لو أسلم يومئذ، ثم أسأله الحيرة لأقطعنيها.

التالي السابق


* قوله : "بابن القرحاء" : - بالمد - : تأنيث الأقرح ، وهو ما كان على جبهته قرحة - بالضم - ، وهي بياض يسير في وجه الفرس دون الغرة .

* "لتتخذه" : أي : لتتخذه لنفسك .

* "أن أقاضيك" : هكذا في أصلنا; أي : أصالحك ، وفي بعض الأصول : "أقيضك به" ، وهو الذي في كتب الغريب ، من قاضه يقيضه; أي : أعوضك عنه .

* "بغرة" : أي : ما قلت لك ما قلت .

* "من أول هذا الأمر" : من أول أهله .

* "ولعوا بك" : من ولع به; كفرح : إذا أغري به ، كأنه أراد : أن بينك وبين قومك محاربة ، ولا يدرى أن الأمر لمن يتقرر ، ففي الإيمان بك مخاطرة ، ويحتمل أنه أراد : أن الأمر غير متبين ، وإلا لكان قومك أعلم به .

* "وتقطنها" : من قطن بالمكان; كنصر : إذا أقام به ، والجواب مقدر; أي : يكن لك الأمر ، أو نحوه .

* "حقيبة الرحل" : هي الزيادة التي تجعل في مؤخر القتب ، والوعاء الذي يجمع فيه الرجل زاده .

* "لبأهلي" : - بفتح اللام - ، والباء بمعنى "في"; أي : لفيهم .

* "بالغور" : - بفتح الغين المعجمة - : الأرض المنخفضة ، والغور من كل شيء : عمقه .

[ ص: 142 ] * "هبلتني" : فقدتني .

* "لو أسلم" : من الإسلام .

* "الحيرة" : - بكسر حاء - : بلدة قديمة بظهر الكوفة .

* "لأقطعنيها" : أي؟ أعطانيها .

* * *




الخدمات العلمية