الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
15550 6825 - (15980) - (3\486 - 487) عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، أن أباه حدثه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج، وساروا معه نحو مكة، حتى إذا كانوا بشعب الخرار من الجحفة، اغتسل سهل بن حنيف وكان رجلا أبيض، حسن الجسم، والجلد، فنظر إليه عامر بن ربيعة أخو بني عدي بن كعب وهو يغتسل، فقال : ما رأيت كاليوم، ولا جلد مخبأة فلبط بسهل، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل له : يا رسول الله، هل لك في سهل؟ والله ما يرفع رأسه، وما يفيق، قال : " هل تتهمون فيه من أحد؟ " قالوا : نظر إليه عامر بن ربيعة فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرا، فتغيظ عليه وقال : " علام يقتل أحدكم أخاه؟ هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت؟ " ثم قال له : " اغتسل له " فغسل وجهه، ويديه، ومرفقيه، وركبتيه، وأطراف رجليه، وداخلة إزاره في قدح، ثم صب ذلك الماء عليه، يصبه رجل على رأسه، وظهره من خلفه، ثم يكفئ القدح وراءه، ففعل به ذلك، فراح سهل مع الناس ليس به بأس .

التالي السابق


* قوله : "وساروا" : أي : الصحابة .

* "الخرار" : - بفتح الخاء وتشديد الراء الأولى - : موضع قرب الجحفة .

* "كاليوم" : أي : كمرئي اليوم .

* "ولا جلد مخبأة" : عطف على مقدر; أي : ما رأيت شيئا ، ولا جلد مخبأة - بتشديد الباء بعدها همزة - يقال : جارية مخبأة ، أي : مستترة .

[ ص: 153 ] * * *

* "فلبط" : على بناء المفعول ، أي : صرع به .

* "هل لك في سهل؟" : أي : هل لك رغبة في إصلاح أمره؟

* "وما يفيق" : من الإفاقة .

* "بركت" : - بتشديد الراء - ; أي : دعوت بالبركة .

* "وداخلة إزاره" : قيل : هو الفرج ، وقيل : ما يلي البدن من الإزار .

* "يكفئ" : - بهمزة - ; أي : يقلب .

* "ففعل" : على بناء المفعول .

* * *




الخدمات العلمية