الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            13905 وعن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام ، أن جده عبد الله بن سلام قال لأحبار اليهود : إني أحدث [ ص: 243 ] بمسجد إبراهيم وإسماعيل عهدا ، فانطلق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بمكة فوافاه وقد انصرفوا من الحج ، فوجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى والناس حوله ، فقمت مع الناس ، فلما نظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " أنت عبد الله بن سلام ؟ " . قال : قلت : نعم ، قال : " ادن " ، فدنوت منه قال : " أنشدك بالله يا عبد الله بن سلام أما تجدني في التوراة رسول الله - صلى الله عليه وسلم ؟ " ، فقلت : انعت ربنا ، فجاء جبريل حتى وقف بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " ( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) " ، فقرأها عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال ابن سلام : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، ثم انصرف ابن سلام إلى المدينة فكتم إسلامه ، فلما هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة وأنا فوق نخلة لي أجدها فسمعت رجة فقلت : ما هذا ؟ [ ف ] قالوا : هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد قدم ، فألقيت نفسي من أعلى النخلة ، ثم خرجت أحضر حتى أتيته ، فسلمت عليه ، ثم رجعت ، فقالت أمي : لله أنت ، لو كان موسى بن عمران - عليه السلام - ما كان بذلك تلقي نفسك من أعلى النخلة ؟ فقلت : والله لأنا أشد فرحا بقدوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من موسى إذ بعث . رواه الطبراني ، ورجاله ثقات ، إلا أن حمزة بن يوسف لم يدرك جده عبد الله بن سلام .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية