الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              [ ص: 139 ] المسألة السابعة : قال علماؤنا : هذا النهي محمول على التحريم قطعا غير جائز إجماعا ، وقد ثبت عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع منه ، فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخذه ، فإنما أقطع له قطعة من النار } .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثامنة :

                                                                                                                                                                                                              إذا ثبت هذا فإن مدار حكم الحاكم [ هو في الظاهر ] على كلام الخصمين لا حظ له في الباطن ; لأنه لا يبلغه علمه ، فلا ينفذ فيه حكمه ; وإنما يحكم في الظاهر والباطن الظاهر الباطن سبحانه وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم المصطفى للاطلاع على الغيب يتبرأ من الباطن ، ويتنصل من تعدي حكمه إليه ، فكيف بغيره من الخلق ؟ .

                                                                                                                                                                                                              المسألة التاسعة : هذا يدل على أن الحاكم مصيب في حكمه في الظاهر وإن أخطأ الصواب عند الله تعالى في الباطن ; لأنه سبحانه قال : { وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا } بحكمهم { وأنتم تعلمون } بطلان ذلك ، والحاكم في عفو الله وثوابه ، والظالم في سخط الله تعالى وعقابه .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية