الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                صفحة جزء
                                [ ص: 391 ] الحديث الثاني:

                                853 893 - نا بشر بن محمد، أنا عبد الله بن المبارك، أنا يونس، عن الزهري، قال: أخبرني سالم، عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: " كلكم راع ".

                                وزاد الليث: قال يونس: كتب رزيق بن حكيم إلى ابن شهاب، وأنا معه يومئذ بوادي القرى: هل ترى أن أجمع؟ ورزيق عامل على أرض يعملها، وفيها جماعة من السودان وغيرهم، ورزيق يومئذ عامل على أيلة، فكتب ابن شهاب - وأنا أسمع - يأمره أن يجمع، يخبره أن سالما حدثه، أن عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته " - وذكر بقية الحديث.

                                التالي السابق


                                والمقصود منه: أن الزهري استدل بهذا الحديث - في رواية الليث ، عن يونس ، عنه، التي ذكرها البخاري تعليقا - على أن الأمير في البلدان والقرى - وإن لم يكن من الأمصار الجامعة - أن يقيم الجمعة لأهلها، لأنه راع عليهم، ومسئول عنهم، ومما يجب عليه رعايته: أمر دين رعيته، وأهمه الصلاة.

                                وقال الخطابي : فيه دليل على جواز إقامة الجمعة بغير سلطان.

                                وفيما قاله نظر؛ وابن شهاب إنما استدل به على أن نائب السلطان يقيم الجمعة لأهل بلدته وقريته، وإن لم يكن مصرا جامعا، ولا يتم الاستدلال بذلك حتى يقوم دليل على جواز إقامة الجمعة في غير الأمصار الجامعة، وإلا فإذا اعتقد الإمام أو نائبه أنه لا جمعة إلا في مصر جامع، ولم يقم الجمعة في قريته وبلدته الصغيرة؛ فإنه لا يلام على ذلك، ولا يأثم أهل قريته وبلدته بترك [ ص: 392 ] الجمعة في هذه الحال.

                                قال أحمد - في الإمام إذا لم يول عليهم من يصلي بهم الجمعة -: ليس عليهم في ذلك إثم.

                                وروى حجاج بن أرطاة ، عن الزهري ، قال: كتب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ناس من أهل المياه، بين مكة والمدينة ، أن يصلوا الفطر والأضحى، وأن يجمعوا .

                                خرجه حرب الكرماني وغيره.

                                وهو مرسل ضعيف، وحجاج مدلس، ولم يسمع من الزهري .



                                الخدمات العلمية