الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
15610 6860 - (16040) - (3\494 - 495) عن عليم، قال : كنا جلوسا على سطح معنا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال يزيد : لا أعلمه إلا عبسا الغفاري، والناس يخرجون في الطاعون، فقال عبس : يا طاعون خذني، ثلاثا يقولها، فقال له عليم : لم تقول هذا؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يتمنى أحدكم الموت فإنه عند انقطاع عمله، ولا يرد فيستعتب " فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " بادروا بالموت ستا : إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وبيع الحكم، واستخفافا بالدم، وقطيعة الرحم، ونشوا يتخذون القرآن مزامير يقدمونه يغنيهم، وإن كان أقل منهم فقها ".

[ ص: 188 ]

التالي السابق


[ ص: 188 ] * قوله : "يخرجون" : وفي رواية : "فرأى الناس يتحملون ، فقال : ما للناس؟ فقال : يفرون من الطاعون" .

* "لم تقل" : نفي بمعنى النهي ، وفي هذا الحديث أن القائل له عليم ، وقد جاء في رواية : "فقال له رجل له صحبة" ، وفي رواية : "فقال له ابن عم له صحبة" .

* "فإنه عند انقطاع عمله" : أي : فإن العمل ينقطع عند الموت .

* "ولا يرد" : أي : إلى الدنيا بعد الموت .

* "فيستعتب" : على بناء الفاعل ، أي : يرجع عن الإساءة ، ويطلب رضا الله بالتوبة .

* "بادروا" : أي : اطلبوا من الله تعالى أن يميتكم قبل هذه الست .

* "إمرة" : - بكسر الهمزة - ; أي : إمارتهم .

* "الشرط" : - بضم ففتح - : جمع شرط - بضم فسكون - ، وهو من يتقدم بين يدي الأمير لتنفيذ أوامره .

* "الحكم" : أي : القضاء; أي : يتوسل إليه بالرشوة .

* "ونشوا" : المشهور أنه - بفتح فسكون - ، وقيل : - بفتحتين - ، وعلى الوجهين ، فآخره همزة; أي : جماعة أحداثا ، وهو على الثاني جمع ناشئ; كخدم جمع خادم ، وعلى الأول تسمية بالمصدر .

* "يقدمونه" : من التقديم; أي : الناس يقدمون هذا الشاب في الصلاة .

* * *




الخدمات العلمية