الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فإذا ثبت وجوب الغسل من الجنابة ، فكمال الغسل منها فرضا وسنة أن يفعل عشرة أشياء :

                                                                                                                                            أحدها : التسمية لرواية عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه .

                                                                                                                                            والثاني : أن يغسل كفيه ثلاثا قبل إدخالهما الإناء لرواية النخعي عن الأسود عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يغتسل من الجنابة بدأ بكفيه فغسلهما ثلاثا ، ثم غسل مرافقه فأفاض الماء عليه .

                                                                                                                                            والثالث : أن يغسل ما به من نجاسة وأذى يعني بالنجاسة المذي وبالأذى المني ، لرواية ابن عباس عن خالته ميمونة أن النبي صلى الله عليه وسلم وضعت له غسلا يغتسل به من الجنابة فأكفأ الإناء على يده اليمنى فغسلها مرتين أو ثلاثا ثم صب على فرجه بشماله ثم ضرب بيده على الأرض فغسلها .

                                                                                                                                            الرابع : أن يتوضأ وضوءه للصلاة كاملا لرواية جميع بن عمير عن عائشة قالت :

                                                                                                                                            كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وضوءه للصلاة ثم يفيض الماء على رأسه ثلاث مرات ونحن نفيض على رءوسنا خمسا من أجل الضفر .

                                                                                                                                            [ ص: 220 ] والخامس : أن يدخل يديه في الإناء فيخلل ببلل أصابعه أصول شعره ولحيته لرواية هشام بن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخل يده في الإناء فيخلل شعره حتى إذا رأى أنه قد أصاب البشرة أفرغ على رأسه ثلاثا .

                                                                                                                                            والسادس : أن يحثي على رأسه ثلاث حثيات من ماء لهذا الحديث المقدم .

                                                                                                                                            والسابع : أن يبدأ بإفاضة الماء على شقه الأيمن ، لرواية القاسم عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة أخذ بكفيه فبدأ بشق رأسه الأيمن ثم الأيسر ثم أخذ بكفه فقال بهما على رأسه .

                                                                                                                                            والثامن : أن يمر بيديه على ما قدر عليه من جسده لرواية ابن سيرين عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن تحت كل شعرة جنابة فاغسلوا الشعر وأنقوا البشرة . ومعلوم أن إنقاء البشرة إنما يكون بالدلك والإمرار .

                                                                                                                                            والتاسع : إيصال الماء إلى جميع شعره وبشره لقوله عليه السلام : بلوا الشعر وأنقوا البشرة .

                                                                                                                                            والعاشر : نية الغسل من الجنابة لما قدمناه من الدليل والأخبار أن يبتدئ بالنية مع التسمية ويستديمها إلى إفاضة الماء على جسده ، والأخرى أن ينوي [ مع ابتداء ] إفاضة الماء على جسده ، ولكن هل يعيد بها فعله قبل نيته من سنة غسله أم لا ؟ على وجهين مضيا في الوضوء .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية