الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
707 - " إذا شرب أحدكم؛ فلا يتنفس في الإناء؛ وإذا أتى الخلاء؛ فلا يمس ذكره بيمينه؛ ولا يتمسح بيمينه " ؛ (خ ت)؛ عن أبي قتادة ؛ (ض).

التالي السابق


(إذا شرب أحدكم) ؛ الماء؛ كما يدل عليه قوله في حديث: " إذا شربتم الماء" ؛ ويلحق به غيره من المائع؛ كلبن؛ وعسل؛ (فلا يتنفس) ؛ ندبا؛ (في) ؛ داخل؛ (الإناء) ؛ فيكره؛ لأنه يقذره؛ ويغير ريحه؛ (وإذا أتى الخلاء) ؛ أي: المحل الذي تقضى فيه الحاجة؛ (فلا يمس) ؛ الرجل؛ (ذكره بيمينه) ؛ أي: بيده اليمنى؛ حال قضاء الحاجة؛ ولا تمس المرأة فرجها بيمينها؛ فيكره؛ ولو خلق له ذكران؛ أو فرجان؛ تعلقت الكراهة بهما؛ وإن تحققت زيادة أحدهما؛ كما اقتضاه إطلاقه؛ (ولا يتمسح بيمينه) ؛ أي: لا يستنج بها؛ فيكره عند الجمهور؛ كما مر؛ أما التمسح بها؛ بأن يجعلها مكان الحجر؛ فيزيل بها النجاسة؛ فحرام؛ فإن قلت: ما المناسبة بين تعليمه آداب الشرب؛ و[تعليمه] آداب قضاء الحاجة؟ قلت: وجهه أن الإنسان إذا شرب؛ بال ما شربه؛ فاحتاج إلى مس الفرج؛ حال خروجه؛ فلما ذكر حكم المدخل؛ ناسب ذكر حكم المخرج.

(خ ت؛ عن أبي قتادة ) ؛ ظاهره أنه لم يروه من الستة غيرهما؛ ولا كذلك؛ فقد قال المناوي: رواه الجماعة كلهم عن أبي قتادة ؛ واسمه الحارث بن ربعي الأنصاري.



الخدمات العلمية