الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            14155 - وعن ابن عباس : أن رجلا من الأنصار كان له فحلان فاغتلما ، فأدخلهما حائطا فسد عليهما الباب ، ثم جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأراد أن يدعو له ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - قاعد مع نفر من الأنصار . فقال : يا نبي الله ، إني جئت في حاجة ، وإن فحلين لي اغتلما ، وإني أدخلتهما حائطا وسددت عليهما الباب ، فأحب أن تدعو لي أن يسخرهما الله لي . فقال لأصحابه : " قوموا معنا " . فذهب حتى أتى الباب فقال : " افتح " . فأشفق الرجل على النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " افتح " . ففتح الباب فإذا أحد الفحلين [ ص: 5 ] قريب من الباب ، فلما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد له ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ائتني بشيء أشد برأسه وأمكنك منه " . فجاء بخطام ، فشد رأسه وأمكنه منه ، ثم مشى إلى أقصى الحائط إلى الفحل الآخر ، فلما رآه وقع له ساجدا ، فقال للرجل : " ائتني بشيء أشد رأسه " . فشد رأسه وأمكنه منه . ثم قال : " اذهب فإنهما لا يعصيانك " . فلما رأى أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك قالوا : هذان فحلان لا يعقلان سجدا لك ; أفلا نسجد لك ؟ قال : " لا آمر أحدا أن يسجد لأحد ، ولو أمرت أحدا يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " .

                                                                                            رواه الطبراني ، وفيه أبو عزة الدباغ ، وثقه ابن حبان ، واسمه الحكم بن طهمان ، وبقية رجاله ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية