الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أنبأنا ) وفي نسخة أخبرنا ( محمد بن المبارك ، حدثنا عطاء بن مسلم الخفاف ) بتشديد الفاء الأولى صانع الخف أو بايعه ، ( الحلبي أنبأنا ) وفي نسخة أخبرنا ( جعفر بن برقان ) بموحدة مضمومة فراء ساكنة فقاف ( عن عطاء بن أبي رباح ) بفتح أوله .

( عن الفضل بن عباس ) أي عم النبي صلى الله عليه وسلم ( قال ) أي الفضل ( دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي ) بضمتين وتشديد الفاء ، ويجوز فتحها أي مات ( فيه وعلى رأسه عصابة ) بكسر أوله ، أي خرقة أو عمامة كما مر ، لكن قوله الآتي اشدد بهذه العصابة رأسي ، يؤيد الأول بل يعينه ، قال ميرك : العصب الشد ، ومنه العصابة لما يشد به ( صفراء ) قال : [ ص: 231 ] الحنفي لعل صفرتها لم تكن أصلية ، بل كانت عارضة في أيام مرضه ; لأجل العرق ، وغيره من الأوساخ ، قال ميرك : ويؤيده حديث عصابة في سماء في باب العمامة ، قلت : إنما احتيج إلى هذا ، إذا كان المراد بالعصابة العمامة ، وأما إذا كانت بمعنى الخرقة ، فلا إشكال ( فسلمت ) أي فرد علي السلام هو أو غيره ( فقال ) أي لي كما في نسخة ( يا فضل ، قلت : لبيك يا رسول الله ) أي أجيب لك إجابة بعد إجابة إلى يوم القيامة ( قال : اشدد بهذه العصابة رأسي ) هو لا ينافي الكمال في التوكل ; لأنه نوع من التداوي ، وإظهار الافتقار والمسكنة والتبري من الحول والقوة ( قال ) أي الفضل ( ففعلت ) أي ما أمرني به ( ثم قعد ) أي النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما كان مضطجعا ( فوضع كفه على منكبي ) بسكون الياء أي عند قصد القعود أو بعده ، أو عند إرادة القيام ، وهو الأظهر ، وقال ميرك : قوله : فوضع كفه على منكبي ، أي فاتكأ علي ، وقال الحنفي : فوضع كفه وكان متكئا ( ثم قام ) قال ابن حجر : فاعتماده عليه في القيام يسمى اتكاء ، إذ قد يراد به مطلق الاعتماد على الشيء ( ودخل في المسجد ) وفي نسخة فدخل المسجد ، قال ابن حجر : الشائع حذف في ، وتعدية دخل بنفسه كما في نسخة ( وفي الحديث ) أي وفي آخره ( قصة ) أي طويلة كما في نسخة ، وستأتي في باب الوفاة إن شاء الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية