الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أما : بالفتح والتشديد ، حرف شرط وتفصيل وتوكيد .

أما كونها حرف شرط : فبدليل لزوم الفاء بعدها ، نحو : فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون [ البقرة : 26 ] . وأما قوله تعالى : فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم [ آل عمران : 106 ] . فعلى تقدير القول ، أي : فيقال لهم : أكفرتم فحذف القول استغناء عنه بالمقول ، فتبعته الفاء في الحذف . وكذا قوله : وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم [ الجاثية : 31 ] .

وأما التفصيل : فهو غالب أحوالها كما تقدم ، وكقوله : أما السفينة فكانت لمساكين [ الكهف : 79 ] ، وأما الغلام [ الكهف : 80 ] ، وأما الجدار [ الكهف : 82 ] .

وقد يترك تكرارها استغناء بأحد القسمين عن الآخر ، وسيأتي في أنواع الحذف .

وأما التوكيد : فقال الزمخشري : فائدة أما في الكلام أن تعطيه فضل توكيد ، تقول : زيد ذاهب ، فإذا قصدت توكيد ذلك ، وأنه لا محالة ذاهب ، وأنه بصدد الذهاب ، وأنه منه عزيمة ، قلت : أما زيد فذاهب ، ولذلك قال سيبويه في تفسيره : مهما يكن من شيء فزيد ذاهب .

ويفصل بين أما والفاء : إما بمبتدإ كالآيات السابقة أو خبر ، نحو : أما في الدار فزيد . أو جملة شرط ، نحو : فأما إن كان من المقربين فروح [ الواقعة : 88 - 89 ] الآيات . أو اسم منصوب بالجواب نحو : فأما اليتيم فلا تقهر [ الضحى : 9 ] . أو اسم معمول لمحذوف يفسره ما بعد الفاء ، نحو : وأما ثمود فهديناهم [ فصلت : 17 ] في قراءة بعضهم بالنصب .

تنبيه :

ليس من أقسام ( أما ) التي في قوله تعالى : أماذا كنتم تعملون [ النمل : 84 ] ، بل هي كلمتان : أم المنقطعة ، وما الاستفهامية .

التالي السابق


الخدمات العلمية