الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          794 حدثنا حميد بن مسعدة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا عيينة بن عبد الرحمن قال حدثني أبي قال ذكرت ليلة القدر عند أبي بكرة فقال ما أنا ملتمسها لشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا في العشر الأواخر فإني سمعته يقول التمسوها في تسع يبقين أو في سبع يبقين أو في خمس يبقين أو في ثلاث أواخر ليلة قال وكان أبو بكرة يصلي في العشرين من رمضان كصلاته في سائر السنة فإذا دخل العشر اجتهد قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( التمسوها ) أي ليلة القدر ( في تسع ) أي تسع ليال ( يبقين ) بفتح الياء والقاف وهي التاسعة والعشرون ( أو في سبع يبقين ) وهي السابعة والعشرون ( أو في خمس يبقين ) وهي الخامسة والعشرون ( أو ثلاث ) أي يبقين وهي الثالثة والعشرون ( أو آخر ليلة ) من رمضان أي سلخ الشهر . قال الطيبي : يحتمل التسع أو السلخ رجحنا الأول بقرينة الأوتار ، كذا في المرقاة شرح المشكاة . وقال في اللمعات : قوله في تسع يبقين قيل في تسع يبقين محمول على الثانية والعشرين ، وفي سبع يبقين محمول على الرابعة والعشرين ، وفي خمس يبقين على السادسة والعشرين ، أو ثلاث على الثامن والعشرين ، أو آخر ليلة محمول على التاسع والعشرين ، وقيل على السلخ ، أقول هذا إذا كان الشهر ثلاثين يوما ، وأما إذا كان تسعا وعشرين فالأولى على الحادية والعشرين ، والثانية على الثالثة والعشرين ، والثالثة على الخامسة والعشرين ، والرابعة على السابعة والعشرين ، وهذا أولى لكثرة الأحاديث الواردة في الآثار ، بل نقول : لا دليل على كونها أولى هذه الأعداد ، فالظاهر أن المراد من كونها في تسع يبقين إلخ ترديدها في الليالي الخمس أو الأربع أو الثلاث أو الاثنين أو الواحدة ، انتهى ما في اللمعات .




                                                                                                          الخدمات العلمية