الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7140 - كان يكثر القناع (ت في الشمائل هب) عن أنس. (ح)

التالي السابق


(كان يكثر القناع) أي اتخاذ القناع ، وهو -بكسر القاف - أوسع من المقنعة ،والمراد هنا تغطية الرأس وأكثر الوجه برداء أو بغيره لنحو برد أو حر ، وسبب إكثاره له أنه كان قد علاه من الحياء من ربه ما لم يحصل لبشر قبله ولا بعده ، وما ازداد عبد بالله علما إلا ازداد حياء من الله ، فحياء كل عبد على قدر علمه بربه ، فألجأه ذلك إلى ستر منبع الحياء ومحله وهو العين والوجه ، وهما من الرأس ، والحياء من عمل الروح ، وسلطان الروح في الرأس ، ثم هو ينشر في جميع البدن ، فأهل اليقين قد أبصروا بقلوبهم أن الله يراهم ، فصارت جميع الأمور لهم معاينة ، فهم يعبدون ربهم كأنهم يرونه ، وكلما شاهدوا عظمته ومنته ازدادوا حياء ، فأطرقوا رؤوسهم وجلا وقنعوها خجلا ، وأنت بعد إذ سمعت هذا التقرير ، انكشف [ ص: 241 ] لك أن من زعم أن المراد هنا بالقناع خرقة تلقى على الرأس لتقي العمامة من نحو دهن لم يدر حول الحمى ، بل في البحر فوه ، وهو في غاية الظمإ

(ت في) كتاب (الشمائل) النبوية (هب) كلاهما (عن أنس) بن مالك.



الخدمات العلمية