الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              [ ص: 3 ] بسم الله الرحمن الرحيم

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، حدثنا أحمد بن الحسن ، ثنا المخرمي ، قال : سمعت أبا السري ، يقول : قيل لفضيل بن عياض في بعض ما كان يذهب إليه من الورع : " من إمامك في هذا ؟ قال : سفيان الثوري " .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن حماد ، ثنا إسماعيل بن أبي الحارث ، ثنا الأخنسي ، قال : سمعت ابن يمان ، يقول : " ما رأيت مثل سفيان ، ولا أبصر سفيان مثله ، أقبلت الدنيا عليه فصرف وجهه عنها " .

              حدثنا عبد المنعم بن عمر ، ثنا أحمد بن محمد بن زياد ، ثنا أبو داود ، ثنا إسحاق بن الجراح الأذني ، حدثني عبد الله بن محمد ، حدثني مت البلخي ، قال : " أهديت لسفيان الثوري ثوبا فرده علي ، قلت له : يا أبا عبد الله ، لست أنا ممن يسمع الحديث حتى ترده علي قال : " علمت أنك ليس ممن يسمع الحديث ، ولكن أخوك يسمع مني الحديث ، فأخاف أن يلين قلبي لأخيك أكثر مما يلين لغيره " .

              حدثنا عبد المنعم بن عمر ، ثنا أحمد بن محمد ، ثنا محمد بن إسماعيل الصائغ ، ثنا الحلواني ، ثنا يحيى بن أيوب ، ثنا مبارك بن سعيد ، قال : " جاء رجل إلى سفيان ببدرة - أو ببدرتين - وكان أبو ذاك صديقا لسفيان ، قال الرجل : وكان سفيان يأتيه كثيرا ، قال : فقال له : يا أبا عبد الله ، في نفسك من أبي شيء ؟ فقال : يرحم الله أباك ، كان وكان ، فأثنى عليه ، قال : فقال : يا أبا عبد الله ، قد عرفت كيف صار إلي هذا المال ، فأنا أحب أن تأخذ هذه تستعين بها على عيالك ، قال : فقبل سفيان ذلك ، وقام الرجل ، فلما كاد أن يخرج ، قال لي : يا مبارك ، الحقه فرده علي ، فقال : يا ابن أخي ، أحب أن تأخذ هذا المال ، قال له : يا أبا عبد الله في نفسك منه شيء ؟ قال : لا ! ولكن أحب أن تأخذه ، فما زال به حتى أخذه فذهب به ، قال : فلما خرج لم أملك نفسي أن جئت إليه ، فقلت : ويلك أي شيء ؟ قلبك هذا حجارة ، عد أن ليس لك عيال ، أما ترحمني ؟ [ ص: 4 ] أما ترحم إخوتك ؟ أما ترحم عيالنا وعيالك ؟ قال : فأكثرت عليه فقال : الله يا مبارك ، تأكلها هنيئا مريئا وأسأل أنا عنها !! " .

              حدثنا عبد المنعم بن عمر ، ثنا أحمد بن محمد ، ثنا عباس الترقفي ، قال : سمعت محمد بن يوسف الفريابي ، يقول : قال سفيان الثوري : " إذا رأيتموني قد تغيرت عن الحال الذي أنا عليه اليوم فاعلموا أني قد بدلت " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية