الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            14253 - وعن جابر ، وابن عباس في قوله : ( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ) [ ص: 27 ] قال : لما نزلت على محمد - صلى الله عليه وسلم - قال : " يا جبريل ، نفسي قد نعيت " . قال جبريل - عليه السلام - : الآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى . فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلالا أن ينادي بالصلاة جامعة ، فاجتمع المهاجرون والأنصار إلى مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى بالناس ، ثم صعد المنبر ، فحمد الله - عز وجل - وأثنى عليه ، ثم خطب خطبة وجلت منها القلوب ، وبكت منها العيون ، ثم قال : " أيها الناس ، أي نبي كنت لكم ؟ " . قالوا : جزاك الله من نبي خيرا ; كنت لنا كالأب الرحيم ، وكالأخ الناصح الشفيق ، أديت رسالات الله - عز وجل - وأبلغتنا وحيه ، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، فجزاك الله عنا أفضل ما جازى نبيا عن أمته . فقال لهم : " معاشر المسلمين ، أناشدكم بالله وبحقي عليكم ، من كانت له قبلي مظلمة فليقم فليقتص مني " فلم يقم إليه أحد ، فناشدهم الثانية فلم يقم إليه أحد ، فناشدهم الثالثة " معاشر المسلمين ، أنشدكم بالله وبحقي عليكم ، من كانت له قبلي مظلمة فليقم فليقتص مني قبل القصاص في القيامة " . فقام من بين المسلمين شيخ كبير يقال له : عكاشة ، فتخطى المسلمين حتى وقف بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : فداك أبي وأمي لولا أنك نشدتنا بالله مرة بعد أخرى ما كنت بالذي أتقدم على شيء من هذا ، كنت معك في غزاة ، فلما فتح الله - عز وجل - علينا ونصر نبيه - صلى الله عليه وسلم - وكان في الانصراف ، حاذت ناقتي ناقتك ، فنزلت عن الناقة ، ودنوت منك لأقبل فخذك ، فرفعت القضيب فضربت خاصرتي ، ولا أدري أكان عمدا منك أم أردت ضرب الناقة ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أعيذك بجلال الله أن يتعمدك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالضرب ، يا بلال انطلق إلى بيت فاطمة فائتني بالقضيب الممشوق " . فخرج بلال من المسجد ويده على أم رأسه ، وهو ينادي : هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطي القصاص من نفسه . فقرع الباب على فاطمة ، فقال : يا بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناوليني القضيب الممشوق . فقالت له فاطمة : يا بلال ، وما يصنع أبي بالقضيب ، وليس هذا يوم حج ولا يوم غزاة ؟ فقال : يا فاطمة ، ما أغفلك عما فيه أبوك ، رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يودع الناس ويفارق الدنيا ، ويعطي القصاص من نفسه . فقالت فاطمة - رضي الله عنها - : يا بلال ومن ذا الذي تطيب نفسه أن يقتص من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ يا بلال ، إذا فقل للحسن والحسين يقومان إلى هذا الرجل يقتص منهما ، ولا يدعانه يقتص من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                                            فرجع بلال إلى المسجد ، ودفع القضيب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ودفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القضيب إلى عكاشة . فلما نظر أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - إلى ذلك قاما ، وقالا : يا عكاشة ، هذا نحن بين يديك [ ص: 28 ] فاقتص منا ، ولا تقتص من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فقال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " امض يا أبا بكر ، وأنت يا عمر فامض ; فقد عرف الله مكانكما ومقامكما " . فقام علي بن أبي طالب فقال : يا عكاشة ، أنا في الحياة بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا تطيب نفسي أن تضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهذا ظهري وبطني فاقتص مني بيدك ، واجلدني مائة ، ولا تقتص من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " يا علي ، اقعد ; فقد عرف الله لك مقامك ونيتك " . وقام الحسن والحسين - رضي الله عنهما - فقالا : يا عكاشة ، أليس تعلم أنا سبطا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والقصاص منا كالقصاص من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقال لهما النبي - صلى الله عليه وسلم - : " اقعدا يا قرة عيني ، لا نسي الله لكما هذا المقام " . ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " يا عكاشة ، اضرب إن كنت ضاربا " . قال : يا رسول الله ، ضربتني وأنا حاسر عن بطني . فكشف عن بطنه - صلى الله عليه وسلم - وصاح المسلمون بالبكاء ، وقالوا : أترى عكاشة ضارب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فلما نظر عكاشة إلى بياض بطن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنه القباطي لم يملك أن أكب عليه ، فقبل بطنه وهو يقول : فداك أبي وأمي ، ومن تطيب نفسه أن يقتص منك ؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " إما أن تضرب ، وإما أن تعفو " . قال : قد عفوت عنك يا رسول الله ، رجاء أن يعفو الله عني في يوم القيامة . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " من سره أن ينظر إلى رفيقي في الجنة فلينظر إلى هذا الشيخ " . فقام المسلمون ، فجعلوا يقبلون ما بين عيني عكاشة ، ويقولون : طوباك ! طوباك ; نلت درجات العلا ، ومرافقة النبي - صلى الله عليه وسلم - . فمرض النبي - صلى الله عليه وسلم - من يومه ، فكان مرضه ثمانية عشر يوما يعوده الناس ، وكان - صلى الله عليه وسلم - ولد يوم الاثنين ، وبعث يوم الاثنين ، وتوفي يوم الاثنين . فلما كان يوم الأحد ثقل في مرضه ، فأذن بلال بالأذان ، ثم وقف بالباب فنادى : السلام عليك يا رسول الله ، ورحمة الله أقيم الصلاة ؟ . فسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صوت بلال ، فقالت فاطمة : يا بلال ، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليوم مشغول بنفسه . فدخل بلال المسجد ، فلما أسفر الصبح قال : والله لا أقيمها ، أو أستأذن سيدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فخرج بلال ، فقام بالباب ونادى : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ، الصلاة يرحمك الله . فسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صوت بلال فقال : " ادخل يا بلال إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليوم مشغول بنفسه ، مر أبا بكر يصلي بالناس " . فخرج ويده على أم [ ص: 29 ] رأسه ، وهو يقول : واغوثاه بالله ! وانقطاع رجاه ، وانقصام ظهراه ، ليتني لم تلدني أمي ، وإذ ولدتني لم أشهد من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا اليوم . ثم قال : يا أبا بكر ، ألا إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرك أن تصلي بالناس . فتقدم أبو بكر فصلى بالناس ، وكان رجلا رقيقا ، فلما رأى خلو المكان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يتمالك أن خر مغشيا عليه ، وصاح المسلمون بالبكاء ، فسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضجيج الناس ، فقال : " ما هذه الضجة ؟ " . قالوا : ضجيج المسلمين ; لفقدك يا رسول الله ، . فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب وابن عباس فاتكأ عليهما ، فخرج إلى المسجد ، فصلى بالناس ركعتين خفيفتين ، ثم أقبل عليهم بوجهه المليح فقال : " يا معشر المسلمين ، أستودعكم الله ، أنتم في رجاء الله وأمانة الله ، والله خليفتي عليكم . معاشر المسلمين ، عليكم باتقاء الله ، وحفظ طاعته من بعدي ; فإني مفارق الدنيا . هذا أول يوم من أيام الآخرة ، وآخر يوم من أيام الدنيا " .

                                                                                            فلما كان يوم الاثنين اشتد به الأمر ، وأوحى الله - عز وجل - إلى ملك الموت - صلى الله عليه وسلم - أن اهبط إلى حبيبي وصفيي محمد - صلى الله عليه وسلم - في أحسن صورة ، وارفق به في قبض روحه . فهبط ملك الموت - صلى الله عليه وسلم - فوقف بالباب شبه أعرابي ، ثم قال : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، أدخل ؟ " . فقالت عائشة لفاطمة : أجيبي الرجل . فقالت فاطمة : آجرك الله في ممشاك يا عبد الله ، إن رسول الله مشغول بنفسه . فنادى الثانية ، فقالت عائشة : يا فاطمة أجيبي الرجل . فقالت فاطمة : آجرك الله في ممشاك يا عبد الله ، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مشغول بنفسه . ثم نادى الثالثة : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، أدخل ؟ فلا بد من الدخول . فسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صوت ملك الموت فقال : " يا فاطمة من بالباب " . فقالت : يا رسول الله ، إن رجلا بالباب يستأذن في الدخول ، فأجبناه مرة بعد أخرى ، فنادى في الثالثة صوتا اقشعر منه جلدي ، وارتعدت منه فرائصي . فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - : " يا فاطمة أتدرين من بالباب ؟ هذا هادم اللذات ، ومفرق الجماعات ، هذا مرمل الأزواج ، وموتم الأولاد ، وهذا مخرب الدور ، وعامر القبور ، هذا ملك الموت - صلى الله عليه وسلم - . ادخل يرحمك الله يا ملك الموت " . فدخل ملك الموت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " جئتني زائرا أم قابضا ؟ " . قال : جئتك زائرا وقابضا ، وأمرني الله - عز وجل - ألا أدخل عليك إلا بإذنك ، ولا أقبض روحك إلا [ ص: 30 ] بإذنك ، فإن أذنت ، وإلا رجعت إلى ربي - عز وجل - . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا ملك الموت ، أين خلفت حبيبي جبريل ؟ " . قال : خلفته في سماء الدنيا ، والملائكة يعزونه فيك . فما كان بأسرع أن أتاه جبريل - عليه السلام - فقعد عند رأسه . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هذا الرحيل من الدنيا فبشرني ما لي عند الله ؟ " . قال : أبشرك يا حبيب الله أني تركت أبواب السماء قد فتحت ، والملائكة قد قاموا صفوفا صفوفا بالتحية ، والريحان يحيون روحك يا محمد . قال : " لوجه ربي الحمد ، فبشرني يا جبريل " . قال : أبشرك أن أبواب الجنان قد فتحت ، وأنهارها قد اطردت ، وأشجارها قد تدلت ، وحورها قد تزينت ; لقدوم روحك يا محمد . قال : " لوجه ربي الحمد ، فبشرني يا جبريل " . قال : أنت أول شافع ، وأول مشفع يوم القيامة . قال : لوجه ربي الحمد " . قال جبريل : يا حبيبي عم تسألني ؟ قال : " أسألك عن غمي وهمي ، من لقراء القرآن من بعدي ؟ من لصوام شهر رمضان من بعدي ؟ من لحجاج بيت الله الحرام من بعدي ؟ من لأمتي المصطفاة من بعدي ؟ " . قال : أبشر يا حبيب الله فإن الله - عز وجل - يقول : قد حرمت الجنة على جميع الأنبياء والأمم حتى تدخلها أنت وأمتك يا محمد . قال : " الآن طابت نفسي ، ادن يا ملك الموت ، فانته إلى ما أمرت به " .

                                                                                            قال علي : يا رسول الله ، إذا أنت قبضت فمن يغسلك ؟ وفيم نكفنك ؟ ومن يصلي عليك ؟ ومن يدخلك القبر ؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " يا علي ، أما الغسل فاغسلني أنت ، والفضل بن عباس يصب عليك الماء ، وجبريل - عليه السلام - ثالثكما ، فإذا أنتم فرغتم من غسلي فكفني في ثلاثة أثواب جدد ، وجبريل - عليه السلام - يأتيني بحنوط من الجنة ، فإذا أنتم وضعتموني على السرير فضعوني في المسجد واخرجوا ، فإن أول من يصلي علي الرب - عز وجل - من فوق عرشه ، ثم جبريل - عليه السلام - ثم ميكائيل ، ثم إسرافيل - - عليهما السلام - - ثم الملائكة زمرا زمرا ، ثم ادخلوا فقوموا صفوفا لا يتقدم علي أحد " .

                                                                                            فقالت فاطمة : اليوم الفراق ، فمتى ألقاك ؟ قال : " يا بنية ، تلقيني يوم القيامة عند الحوض ، وأنا أسقي من يرد علي الحوض من أمتي " . قالت : فإن لم ألقك يا رسول الله ؟ قال : " تلقيني عند الميزان وأنا أشفع لأمتي " قالت : فإن لم ألقك يا رسول الله ؟ قال : " تلقيني عند الصراط وأنا أنادي : رب سلم أمتي من النار " . فدنا ملك الموت - صلى الله عليه وسلم - يعالج قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما بلغ الروح الركبتين قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أوه " . فلما بلغ الروح السرة نادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " واكرباه " . فقالت فاطمة : كربي لكربك يا أبتاه . فلما بلغ الروح الثندؤة قال رسول الله [ ص: 31 ] - صلى الله عليه وسلم - : " يا جبريل ، ما أشد مرارة الموت " . فولى جبريل - عليه السلام - وجهه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا جبريل ، كرهت النظر إلي ؟ " . فقال جبريل - عليه السلام - : يا حبيبي ، ومن تطيق نفسه أن ينظر إليك وأنت تعالج سكرات الموت ؟ فقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فغسله علي بن أبي طالب ، وابن عباس يصب عليه الماء ، وجبريل - عليه السلام - معهما ، فكفن بثلاثة أثواب جدد ، وحمل على سرير ، ثم أدخلوه المسجد ووضعوه في المسجد ، وخرج الناس منه . فأول من صلى عليه الرب - تبارك وتعالى - من فوق عرشه ، ثم جبريل ، ثم ميكائيل ، ثم إسرافيل ، ثم الملائكة زمرا زمرا . قال علي : لقد سمعنا في المسجد همهمة ولم نر لهم شخصا ; فسمعنا هاتفا يهتف ويقول : ادخلوا رحمكم الله ، فصلوا على نبيكم - صلى الله عليه وسلم - فدخلنا ، وقمنا صفوفا صفوفا كما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكبرنا بتكبير جبريل - عليه السلام - وصلينا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاة جبريل عليه السلام ، ما تقدم منا أحد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودخل القبر أبو بكر الصديق ، وعلي بن أبي طالب ، وابن عباس ، ودفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فلما انصرف الناس قالت فاطمة لعلي : يا أبا الحسن : دفنتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم . قالت فاطمة رضي الله عنها : كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ أما كان في صدوركم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرحمة ؟ أما كان معلم الخير ؟ قال : بلى يا فاطمة ، ولكن أمر الله الذي لا مرد له . فجعلت تبكي وتندب ، وتقول : يا أبتاه ، الآن انقطع جبريل - عليه السلام - وكان جبريل يأتينا بالوحي من السماء
                                                                                            .

                                                                                            رواه الطبراني ، وفيه عبد المنعم بن إدريس ، وهو كذاب وضاع .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية