الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 553 ] القول في تأويل قوله تعالى ذكره : ( يا بني إسرائيل )

قال أبو جعفر : يعني بقوله جل ثناؤه : " يا بني إسرائيل " ولد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن وكان يعقوب يدعى " إسرائيل " بمعنى عبد الله وصفوته من خلقه . و " إيل " هو الله ، و " إسرا " هو العبد ، كما قيل : " جبريل " بمعنى عبد الله . وكما :

798 - حدثنا ابن حميد ، حدثنا جرير ، عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء ، عن عمير مولى ابن عباس ، عن ابن عباس : أن إسرائيل كقولك : عبد الله .

799 - وحدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن عبد الله بن الحارث ، قال : " إيل " الله بالعبرانية . [ ص: 554 ]

وإنما خاطب الله جل ثناؤه بقوله : " يا بني إسرائيل " أحبار اليهود من بني إسرائيل ، الذين كانوا بين ظهراني مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنسبهم جل ذكره إلى يعقوب ، كما نسب ذرية آدم إلى آدم ، فقال : ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ) [ سورة الأعراف : 31 ] وما أشبه ذلك . وإنما خصهم بالخطاب في هذه الآية والتي بعدها من الآي التي ذكرهم فيها نعمه - وإن كان قد تقدم ما أنزل فيهم وفي غيرهم في أول هذه السورة ما قد تقدم - أن الذي احتج به من الحجج والآيات التي فيها أنباء أسلافهم ، وأخبار أوائلهم ، وقصص الأمور التي هم بعلمها مخصوصون دون غيرهم من سائر الأمم ، ليس عند غيرهم من العلم بصحته وحقيقته مثل الذي لهم من العلم به ، إلا لمن اقتبس علم ذلك منهم . فعرفهم بإطلاع محمد على علمها - مع بعد قومه وعشيرته من معرفتها ، وقلة مزاولة محمد صلى الله عليه وسلم دراسة الكتب التي فيها أنباء ذلك - أن محمدا صلى الله عليه وسلم [ ص: 555 ] لم يصل إلى علم ذلك إلا بوحي من الله وتنزيل منه ذلك إليه - لأنهم من علم صحة ذلك بمحل ليس به من الأمم غيرهم ، فلذلك جل ثناؤه خص بقوله : " يا بني إسرائيل " خطابهم كما :

800 - حدثنا به ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن محمد بن أبي محمد ، عن عكرمة ، أو عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قوله : " يا بني إسرائيل " قال : يا أهل الكتاب ، للأحبار من يهود .

التالي السابق


الخدمات العلمية