الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
والقراض الحاضر يزكيه ربه ، إن أدار أو العامل [ ص: 65 ] من غيره .

التالي السابق


( والقراض ) أي : المال المدفوع لمن يتجر فيه بجزء معلوم النسبة لربحه ( الحاضر ) ببلد ربه ولو حكما بعلمه في غيبته ( يزكيه ) أي : القراض ( ربه ) كل عام ( إن أدار ) أي : ربه وعامله فيقوم ما بيدهما ويزكي رأس ماله وحصته من الربح .

( أو ) أدار ( العامل ) وحده فيقوم ما بيده ويزكي رأس ماله وحصته من الربح ، وسواء كان ما بيد العامل مساويا لما بيد رب المال أم لا ; لأن المنظور إليه القراض وحده [ ص: 65 ] وصلة يزكيه ( من غيره ) أي : القراض لئلا ينقص مال القراض ، وهو ممنوع .

فإن قيل : زكاته من غيره زيادة فيه بتوفيره وهي ممنوعة أيضا . قلت : الزيادة الممنوعة هي الزيادة التي تصل ليد العامل ، وينتفع بربحها والزكاة لم تصل ليد العامل ولا انتفع بربحها ، هذه طريقة ابن يونس وعزاها اللخمي لابن حبيب في التوضيح وهو ظاهر المذهب . طفى كيف هذا مع أن ابن رشد لم يعرج عليه واقتصر على أنه لا يزكي إلا بعد المفاصلة ، ويزكي حينئذ للسنين الماضية كلها كالغالب فيأتي فيه وزكى لسنة الفصل ما فيها إلخ وعزاه لقراض المدونة والواضحة ، ولرواية أبي زيد وسماع عيسى بن القاسم واللخمي لابن القاسم وسحنون ، وقد اشتهر عند الشيوخ أنه لا يعدل عن قول ابن القاسم سحنون . وحكى ابن شاس وابن بشير أنه لا يزكي إلا بعد المفاصلة لسنة واحدة .




الخدمات العلمية