الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          1412 - مسألة : فإن وجد مشتري السلعة الغائبة ما اشترى كما وصف له فالبيع له لازم ، وإن وجده بخلاف ذلك فلا بيع بينهما إلا بتجديد صفة أخرى برضاهما جميعا .

                                                                                                                                                                                          برهان ذلك - : أنه اشترى شراء صحيحا إذا وجد الصفة كما اشترى كما ذكرنا آنفا ، فإن وجد الصفة بخلاف ما عقد الابتياع عليه فبيقين ندري أنه لم يشتر تلك السلعة التي وجد ; لأنه اشترى سلعة بصفة كذا ، لا سلعة بالصفة التي وجد ، فالتي وجد غير التي اشترى بلا شك من أحد فإن لم يشترها فليست له .

                                                                                                                                                                                          فإن قيل : فألزموا البائع إحضار سلعة بالصفة التي باع ؟ قلنا : لا يحل هذا ; لأنه إنما باع عينا معينة لا صفة مضمونة ، فلا يجوز إلزامه إحضار ما لم يبع - فصح أن عقده فاسد ; لأنه لم يقع على شيء أصلا - وبالله تعالى التوفيق - وهذا قول أبي سليمان وغيره .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية