الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي: هذا باب في بيان قول الله تعالى: " يا أهل الكتاب " إلى آخره، وقال عياض: وقع في رواية الأصيلي " قل يا أهل الكتاب "، ولغيره بحذف " قل " وهو الصواب. قلت: نعم، الصواب حذف " قل " هنا؛ لأن القراءة قرئت بلفظ " قل " في الآية الأخرى، أعني في سورة المائدة: قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق الآية...، وهنا من سورة النساء وليس فيه لفظ " قل ".

                                                                                                                                                                                  قوله: لا تغلوا من الغلو وهو الإفراط ومجاوزة الحد، ومنه غلا السعر.

                                                                                                                                                                                  وغلو النصارى قول بعضهم في عيسى هو الله وهم اليعقوبية، أو ابن الله وهم النسطورية، أو ثالث ثلاثة وهم المرقوسية.

                                                                                                                                                                                  وغلو اليهود فيه قولهم: إنه ليس برشيد.

                                                                                                                                                                                  قوله: ولا تقولوا على الله إلا الحق ؛أي: إلا القول الحق، أي: لا تفتروا عليه وتجعلوا له صاحبة وولدا، ثم أخبر عن عيسى عليه الصلاة والسلام فقال: إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله - فكيف يكون إلها؟

                                                                                                                                                                                  قوله: المسيح مبتدأ، و عيسى بدل منه أو عطف بيان، و رسول الله خبره، و وكلمته عطف عليه.

                                                                                                                                                                                  قوله: ألقاها في موضع الحال.

                                                                                                                                                                                  قوله: وروح منه ؛أي: عبد من عباد الله وخلق من خلقه قال له: كن فكان، ورسول من رسله، وأضيف الروح إليه على وجه التشريف كما أضيفت الناقة والبيت إلى الله.

                                                                                                                                                                                  قوله: فآمنوا بالله ورسله ؛أي: آمنوا بهم جميعا ولا تجعلوا عيسى إلها ولا ابنا ولا ثالث ثلاثة.

                                                                                                                                                                                  قوله: انتهوا ؛أي: عن هذه المقالة الفاحشة.

                                                                                                                                                                                  قوله: خيرا لكم ؛أي: اقصدوا خيرا لكم.

                                                                                                                                                                                  قوله: وكفى بالله وكيلا ؛أي: مفوضا إليه القيام بتدبير العالم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية