الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
15924 7009 - (16359) - (4\29) عن أبي طلحة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش فقذفوا في طوي من أطواء بدر خبيث مخبث ، وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال ، فلما كان ببدر اليوم الثالث ، أمر براحلته فشد عليه رحلها ، ثم مشى واتبعه أصحابه ، فقالوا : ما نراه إلا ينطلق ليقضي حاجته ، حتى قام على شفة الركي فجعل يناديهم بأسمائهم ، وأسماء آبائهم : " يا فلان بن فلان ، ويا فلان بن فلان أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله ، فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا ، فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ " ، فقال عمر : يا رسول الله ، ما تكلم من أجساد لا أرواح لها ، فقال : " والذي نفس محمد بيده ، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم " ، قال قتادة : أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخا وتصغيرا ، وتقمئة وحسرة وندامة .

[ ص: 321 ]

التالي السابق


[ ص: 321 ] * قوله : "فقذفوا" : على بناء المفعول; أي : ألقوا .

* "في طوي" : - بفتح طاء وكسر واو وشدة تحتية - : بئر طوي بالحجارة أو غيرها ، وجمعه أطواء; كشريف وأشراف .

* "مخبث" : اسم فاعل من أخبث : إذا صاحب الخبثاء; أي : كان خبيثا في ذاته ، ثم صار أصحابه خبثاء أيضا .

* "الركي" : كطوي : البئر .

* "أسركم؟" : الهمزة للاستفهام; أي : أسركم الطاعة فرضا؟ أي : أظهر لكم أنكم لو أطعتم ، كان خيرا؟

* "ما تكلم" : أي : أي كلام تكلم ، وما فائدته؟

* * *




الخدمات العلمية