الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 3736 ]

                                                          قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب

                                                          فوجئ لوط، وقد كان في حال ضعف يتمنى النجاة، بقولهم إنا رسل ربك الذي خلقك ورباك وبعثك وهو القوام عليك وعلى الناس أجمعين، وقد أدرك من كونهم رسل الله أنهم جاءوا لعذاب قومه وإنجائه وابتدءوا بذلك.

                                                          فأسر بأهلك والإسراء السير ليلا، بقطع من الليل وهو الجزء الذي يكون في منتصف الليل أو قريبا من النصف الأخير حيث يهجعون ويكونون في نوم عميق.

                                                          ولا يلتفت منكم أحد أي: لا ينظر وراءه ولا يتخلف لمتاع أو لنحوه مما يشغلكم عن أنفسكم، واستثنيت امرأته، ووصفها الله تعالى في آية أخرى بقوله إلا امرأته كانت من الغابرين وإن العذاب نازل بها، كما هو نازل بهم، أي: أن الحال والشأن يصيبها ما أصابهم، وعبر باسم الفاعل للدلالة على نزوله نزولا مؤكدا بها، وقوله تعالى: ما أصابهم في التعبير بالماضي والعذاب لم يقع بعد لتأكيد الوقوع كقوله تعالى: أتى أمر الله فلا تستعجلوه

                                                          وقد تعين موعد نزول العذاب وأنه قرب فقالوا: إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب أي: أن العذاب نازل بهم في الصباح وإنه لقريب، ومعنى الاستفهام التقرير، إذ هو للنفي وقد دخل على النفي إثبات، وجاء بهذه الصيغة لتأكيد الوقوع وقد أكد بالباء ثم كان العذاب الشديد المبيد، فقال تعالى:

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية