الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
15987 7044 - (16422) - (4\37 - 38) عن الصعب بن جثامة قال : مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بالأبواء أو بودان ، فأهديت له من لحم حمار وحش وهو محرم ، فرده علي ، فلما رأى في وجهي الكراهة قال : " إنه ليس بنا رد عليك ولكنا حرم " .

وسمعته يقول : " لا حمى إلا لله ولرسوله " .

وسئل عن أهل الدار من المشركين يبيتون فيصاب من نسائهم وذراريهم ، فقال : " هم منهم " ، ثم يقول الزهري : ثم نهى عن ذلك بعد.

[ ص: 355 ]

التالي السابق


[ ص: 355 ] * قوله : "بالأبواء" : - بفتح الهمزة وباء موحدة ساكنة ، ممدود - : قرية من عمل الفرع .

* "أو بودان" : - بفتح واو وتشديد دال - : قرية أخرى .

* "من لحم حمار وحش" : قد جاء أنه أهدى إليه الحمار ، فلعله أهدى الحمار أولا ، فلما رد عليه ، ذبحه ، وأهدى إليه اللحم ، فرده; لأنه صيد له صلى الله عليه وسلم .

* "حرم" : - بضمتين - ; أي : وليس للمحرم أكل ما صيد له .

* "لا حمى " : وهو أن يحفظ أرضا ، ويمنع غيره الدخول فيها .

* "يبيتون" : - بتشديد الياء على بناء المفعول - ; أي : يقع عليهم المسلمون ليلا .

* "هم منهم" : أي : فلا بأس بما أصاب المسلمون من النساء والذراري ، قيل : هذا مخصوص بالضرورة كالليل ، وما جاء من النهي ، فذاك إذا لم يكن ثمة ضرورة كما في النهار ، وأشار الزهري إلى النسخ .

* * *




الخدمات العلمية