الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        754 حدثنا عمرو بن عون قال حدثنا هشيم عن أبي بشر عن عكرمة قال رأيت رجلا عند المقام يكبر في كل خفض ورفع وإذا قام وإذا وضع فأخبرت ابن عباس رضي الله عنه قال أوليس تلك صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لا أم لك

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن أبي بشر ) صرح سعيد بن منصور عن هشيم بأن أبا بشر حدثه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( رأيت رجلا عند المقام ) في رواية الإسماعيلي " صليت خلف شيخ بالأبطح " والأولى أصح ، إلا أن يكون المراد بالأبطح البطحاء التي تفرش في المسجد ، وسيأتي في أول الباب الذي بعده بلفظ " صليت خلف شيخ بمكة " وأنه سماه في بعض الطرق أبا هريرة ، واتفقت هذه الروايات على أنه رآه بمكة ، وللسراج من طريق حبيب بن الزبير عن عكرمة " رأيت رجلا يصلي في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - " فإن لم يحمل على التجوز وإلا فهي شاذة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أو ليس تلك صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ) هو استفهام إنكار للإنكار المذكور ، ومقتضاه الإثبات لأنه نفي النفي .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( لا أم لك ) هي كلمة تقولها العرب عند الزجر ، وكذا قوله في الرواية التي بعدها " ثكلتك أمك " فكأنه دعا عليه أن يفقد أمه أو أن تفقده أمه ، لكنهم قد يطلقون ذلك ولا يريدون حقيقته . واستحق عكرمة ذلك عند ابن عباس لكونه نسب ذلك الرجل الجليل إلى الحمق الذي هو غاية الجهل وهو بريء من ذلك .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية