الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      888 حدثنا أحمد بن صالح وابن رافع قالا حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان حدثني أبي عن وهب بن مانوس قال سمعت سعيد بن جبير يقول سمعت أنس بن مالك يقول ما صليت وراء أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى يعني عمر بن عبد العزيز قال فحزرنا في ركوعه عشر تسبيحات وفي سجوده عشر تسبيحات قال أبو داود قال أحمد بن صالح قلت له مانوس أو مابوس قال أما عبد الرزاق فيقول مابوس وأما حفظي فمانوس وهذا لفظ ابن رافع قال أحمد عن سعيد بن جبير عن أنس بن مالك

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( عن وهب بن مانوس ) قال الحافظ في التقريب بالنون وقيل بالموحدة البصري نزيل اليمن مستور من السادسة . وقال في الخلاصة : وثقه ابن حبان ( من هذا الفتى يعني عمر بن عبد العزيز ) بن مروان الخليفة الصالح ، خامس الخلفاء الراشدين . قال سفيان الثوري : الخلفاء خمسة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز كذا في تاريخ الخلفاء ( قال ) أي أنس ( فحزرنا ) بتقديم الزاي المفتوحة أي قدرنا ( في ركوعه ) قال في المرقاة : أي ركوع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو ركوع عمر . انتهى .

                                                                      قلت : الظاهر أن الضمير في ركوعه يرجع إلى عمر والله تعالى أعلم ( عشر تسبيحات ) قيل فيه حجة لمن قال إن كمال التسبيح عشر تسبيحات . والأصح أن المنفرد يزيد في التسبيح ما أراد ، وكلما زاد كان أولى ، والأحاديث الصحيحة في تطويله - صلى الله عليه وسلم - ناطقة بهذا وكذلك الإمام إذا [ ص: 108 ] كان المؤتمون لا يتأذون بالتطويل . كذا في النيل ( قلت له ) الظاهر أن الضمير المجرور يرجع إلى عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان ( مانوس ) بالنون ( أو مابوس ) بالموحدة ( فقال ) أي عبد الله بن عمر بن إبراهيم كما هو الظاهر ( أما عبد الرزاق فيقول : مابوس ) أي بالموحدة ( وأما حفظي فمانوس ) أي النون بالنون ( قال أحمد ) إلخ : في روايته بالعنعنة في الموضعين ، وأما ابن رافع فصرح بالسماع فيهما .




                                                                      الخدمات العلمية