الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          فصل

                                                          وإني لما رأيت الهمم قد قصرت ، ومعالم هذا العلم الشريف قد دثرت ، وخلت من أئمته الآفاق ، وأقوت من موفق يوقف على صحيح الاختلاف والاتفاق ، وترك لذلك أكثر القراءات المشهورة ، ونسي غالب الروايات الصحيحة المذكورة ، حتى كاد الناس لم يثبتوا قرآنا إلا ما في الشاطبية والتيسير ولم يعلموا قراءات سوى ما فيهما من النذر اليسير ، وكان من الواجب على التعريف بصحيح القراءات ، والتوقيف على المقبول من منقول مشهور الروايات ، فعمدت إلى أثبت ما وصل إلي من قراءاتهم ، وأوثق ما صح لدي من رواياتهم ، من الأئمة العشرة قراء الأمصار ، والمقتدى بهم في سالف الأعصار ، واقتصرت عن كل إمام براويين ، وعن كل راو بطريقين ، وعن كل طريق بطريقين : مغربية ومشرقية ، مصرية وعراقية ، مع ما يتصل إليهم من الطرق ، ويتشعب عنهم من الفرق :

                                                          فنافع من روايتي قالون وورش عنه .

                                                          وابن كثير من روايتي البزي وقنبل عن أصحابهما عنه .

                                                          وأبو عمرو من روايتي الدوري والسوسي عن اليزيدي عنه .

                                                          وابن عامر من روايتي هشام وابن ذكوان عن أصحابهما عنه ، .

                                                          وعاصم
                                                          من روايتي أبي بكر شعبة وحفص عنه .

                                                          وحمزة من روايتي خلف وخلاد عن سليم عنه .

                                                          والكسائي من روايتي أبي الحارث والدوري عنه .

                                                          وأبو جعفر من روايتي عيسى بن وردان وسليمان بن جماز عنه .

                                                          ويعقوب من روايتي رويس وروح عنه .

                                                          وخلف من روايتي إسحاق الوراق وإدريس الحداد عنه .

                                                          فأما قالون فمن طريقي أبي نشيط والحلواني [ ص: 55 ] عنه . فأبو نشيط من طريقي ابن بويان والقزاز عن أبي بكر بن الأشعث عنه فعنه ، والحلواني من طريقي ابن أبي مهران وجعفر بن محمد عنه فعنه .

                                                          وأما ورش فمن طريقي الأزرق والأصبهاني ، فالأزرق من طريقي إسماعيل النحاس وابن يوسف عنه . والأصبهاني من طريقي ابن جعفر والمطوعي عنه عن أصحابه فعنه .

                                                          وأما البزي فمن طريقي أبي ربيعة وابن الحباب عنه ، فأبو ربيعة من طريقي النقاش وابن بنان عنه فعنه ، وابن الحباب من طريقي ابن صالح وعبد الواحد بن عمر عنه فعنه .

                                                          وأما قنبل فمن طريقي ابن مجاهد وابن شنبوذ عنه ، فابن مجاهد من طريقي السامري وصالح عنه فعنه ، وابن شنبوذ من طريقي القاضي أبي الفرج والشطوي عنه فعنه .

                                                          وأما الدوري فمن طريقي أبي الزعراء وابن فرح بالحاء عنه ، فأبو الزعراء من طريقي ابن مجاهد والمعدل عنه فعنه ، وابن فرح من طريقي ابن أبي بلال والمطوعي عنه فعنه .

                                                          وأما السوسي فمن طريقي ابن جرير وابن جمهور عنه ، فابن جرير من طريقي عبد الله بن الحسين وابن حبش عنه فعنه ، وابن جمهور من طريقي الشذائي والشنبوذي عنه فعنه .

                                                          وأما هشام فمن طريقي الحلواني عنه والداجوني عن أصحابه عنه ، فالحلواني من طريقي ابن عبدان والجمال عنه فعنه ، والداجوني من طريقي زيد بن علي والشذائي عنه فعنه .

                                                          وأما ابن ذكوان فمن طريقي الأخفش والصوري عنه ، فالأخفش من طريقي النقاش وابن الأخرم عنه فعنه ، والصوري من طريقي الرملي والمطوعي عنه فعنه .

                                                          وأما أبو بكر فمن طريقي يحيى بن آدم والعليمي عنه ، فابن آدم من طريقي شعيب وأبي حمدون عنه فعنه ، والعليمي من طريق ابن خليع والرزاز عن أبي بكر الواسطي عنه فعنه .

                                                          وأما حفص فمن طريقي عبيد بن الصباح وعمرو بن الصباح ، فعبيد من طريقي أبي الحسن الهاشمي وأبي طاهر عن الأشناني عنه فعنه ، وعمرو عن طريقي الفيل وزرعان عنه فعنه .

                                                          وأما خلف فمن طرق ابن عثمان وابن مقسم وابن صالح والمطوعي أربعتهم عن إدريس عن خلف .

                                                          [ ص: 56 ] وأما خلاد فمن طرق : ابن شاذان وابن الهيثم والوزان والطلحي ، أربعتهم عن خلاد .

                                                          وأما أبو الحارث فمن طريقي محمد بن يحيى وسلمة بن عاصم عنه ، فابن يحيى من طريقي البطي والقنطري عنه فعنه ، وسلمة من طريقي ثعلب وابن الفرج عنه فعنه .

                                                          وأما الدوري فمن طريقي جعفر النصيبي وأبي عثمان الضرير عنه ، فالنصيبي من طريقي ابن الجلندا وابن ديزويه عنه فعنه ، وأبو عثمان من طريقي ابن أبي هاشم والشذائي عنه فعنه .

                                                          وأما عيسى بن وردان فمن طريقي الفضل بن شاذان وهبة الله بن جعفر عن أصحابهما عنه ، فالفضل من طريقي ابن شبيب وابن هارون عنه عن أصحابه عنه ، وهبة الله من طريقي الحنبلي والحمامي عنه .

                                                          وأما ابن جماز فمن طريقي أبي أيوب الهاشمي والدوري عن إسماعيل بن جعفر عنه فعنه ، فالهاشمي من طريقي ابن رزين والأزرق الجمال عنه فعنه . والدوري من طريقي ابن النفاخ وابن نهشل عنه فعنه .

                                                          وأما رويس فمن طرق النخاس بالمعجمة وأبي الطيب وابن مقسم والجوهري أربعتهم عن التمار عنه .

                                                          وأما روح فمن طريقي ابن وهب والزبيري عنه ، فابن وهب من طريقي المعدل وحمزة بن علي عنه فعنه ، والزبيري من طريقي غلام بن شنبوذ وابن حبشان عنه فعنه .

                                                          وأما الوراق فمن طريقي السوسنجردي وبكر بن شاذان عن ابن أبي عمر عنه ، ومن طريقي محمد بن إسحاق الوراق والبرصاطي عنه .

                                                          وأما إدريس الحداد فمن طريق الشطي والمطوعي وابن بويان والقطيعي الأربعة عنه .

                                                          وجمعتها في كتاب يرجع إليه ، وسفر يعتمد عليه ، لم أدع عن هؤلاء الثقات الأثبات حرفا إلا ذكرته ، ولا خلفا إلا أثبته ، ولا إشكالا إلا بينته وأوضحته ، ولا بعيدا إلا قربته ، ولا مفرقا إلا جمعته ورتبته ، منبها على ما صح عنهم وشذ وما انفرد به منفرد وفذ ، ملتزما للتحرير والتصحيح والتضعيف والترجيح معتبرا للمتابعات والشواهد ، رافعا إبهام التركيب بالعزو المحقق إلى كل واحد جمع طرقا بين الشرق والغرب ، فروى الوارد والصادر بالغرب ، وانفرد [ ص: 57 ] بالإتقان والتحرير ، واشتمل جزء منه على كل ما في الشاطبية والتيسير ; لأن الذي فيهما عن السبعة أربعة عشر طريقا ، وأنت ترى كتابنا هذا حوى ثمانين طريقا تحقيقا ، غير ما فيه من فوائد لا تحصى ولا تحصر ، وفرائد دخرت له فلم تكن في غيره تذكر ، فهو في الحقيقة نشر العشر ، ومن زعم أن هذا العلم قد مات قيل له حي بالنشر . وإني لأرجو عليه من الله تعالى عظيم الأجر وجزيل الثواب يوم الحشر ، وأن يجعله لوجهه الكريم من خالص الأعمال ، وأن لا يجعل حظ تعبي ونصبي فيه أن يقال ، وأن يعصمني في القول والعمل من زيغ الزلل وخطأ الخطل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية