الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
7506 - لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ( مالك حم ق ت هـ) عن أبي هريرة (حم د ن) عن زيد بن خالد . (صح)

التالي السابق


(لولا أن أشق على أمتي) أمة الإجابة ، وفي رواية لمسلم : "على المؤمنين" بدل "أمتي" (لأمرتهم) أمر إيجاب (بــ) استعمال (السواك) أي دلك الأسنان بما يزيل القلح (عند كل صلاة) فرضا أو نفلا ، ويندرج في عمومه الجمعة ، بل هي أولى ، لما خصت به من طلب تحسين الظاهر: من غسل وتنظيف وتطييب ، سيما تطييب الفم الذي هو محل الذكر والمناجاة ، وإزالة ما يضر بالمناجاة ، وإزالة ما يضر بالملائكة وبني آدم من تغيير الفم. قال إمامنا الشافعي : فيه أن السواك غير واجب ، وإلا لأمرهم به وإن شق ، وقال في اللمع: فيه أن الاستدعاء على جهة الندب ليس بأمر حقيقة ، لأن السواك مندوب ، وقد أخبر الشارع أنه لم يأمر به اه. وقال غيره: المنفي لوجود المشقة الوجوب لا الندب ، فإنه ثابت ، قال بعضهم: ويحتاج في تمام ذلك إلى أن السواك يكون مندوبا حال قوله "لولا أن أشق" ، وندبه معلل ، إما بأن المتوجه إلى الله ينبغي كونه على أكمل الأحوال ، أو بأن الملك يتلقى القراءة من فيه كما في الخبر المار ، فيحول بالسواك بينه وبين ما يؤذيه من الريح الكريه ، وقال بعضهم: حكمة طلبه عند الصلاة أنها حالة تقرب إلى الله ، فاقتضى كونه حالة نظافة إظهارا لشرف العبادة

( مالك ) في الموطإ (حم ق ت هـ عن أبي هريرة ، حم د ن عن زيد بن خالد الجهني) قال ابن منده : أجمعوا على صحته ، وقال النووي : غلط بعض الأئمة الكبار فزعم أن البخاري لم يخرجه وأخطأ ، قال المصنف: وهو متواتر.



الخدمات العلمية