الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري قاضي مصر ، حدث [ ص: 86 ] عن أبيه بكتبه المشهورة ، وتوفي وهو على قضاء الديار المصرية في ربيع الأول من هذه السنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن أحمد بن القاسم أبو علي الروذباري

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : اسمه أحمد بن محمد . ويقال : الحسن بن همام . والصحيح الأول ، أصله من بغداد وسكن مصر ، وكان من أبناء الرؤساء والوزراء والكتبة ، وصحب الجنيد ، وسمع الحديث ، وحفظ منه كثيرا ، وتفقه بإبراهيم الحربي ، وأخذ النحو عن ثعلب ، وكان كثير الصدقة والبر للفقراء ، وكان إذا أعطى الفقير شيئا جعله في كفه ، ثم يتناوله الفقير ، يريد أن لا تكون يد الفقير تحت يده .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 87 ] ومن شعره :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ولو مضى الكل مني لم يكن عجبا وإنما عجبي في البعض كيف بقي     أدرك بقية روح منك قد تلفت
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قبل الفراق فهذا آخر الرمق

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن إسماعيل المعروف بخير النساج أبو الحسن الصوفي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      من كبار المشايخ ذوي الأحوال الصالحة والكرامات المشهورة ، أدرك سريا السقطي وغيره من مشايخ القوم ، وعاش مائة وعشرين سنة . ولما حضرته الوفاة نظر إلى زاوية البيت ، فقال : قف رحمك الله ، فإنك عبد مأمور ، وأنا عبد مأمور ، وما أمرت به لا يفوت ، وما أمرت به يفوت . ثم قام ، فتوضأ وصلى وتمدد فمات ، رحمه الله . وقد رآه بعضهم في المنام فقال له : ما فعل الله بك ؟ فقال : استرحنا من دنياكم الوضرة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية