الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار

                                                                                                                                                                                                                                        إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا بدل من إذ يرون ، أي إذ تبرأ المتبعون من الأتباع. وقرئ بالعكس، أي تبرأ الأتباع من الرؤساء ورأوا العذاب أي رائين له، والواو للحال، وقد مضمرة. وقيل عطف على تبرأ وتقطعت بهم الأسباب يحتمل العطف على تبرأ، أو رأوا والواو للحال، والأول أظهر. والأسباب: الوصل التي كانت بينهم من الأتباع والاتفاق على الدين، والأغراض الداعية إلى ذلك. وأصل السبب: الحبل الذي يرتقى به الشجر. وقرئ « وتقطعت » على البناء للمفعول.

                                                                                                                                                                                                                                        وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا لو للتمني ولذلك أجيب بالفاء، أي ليت لنا كرة إلى الدنيا فنتبرأ منهم كذلك مثل ذلك الإراء الفظيع. يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم ندامات، وهي ثالث مفاعيل يرى أن كان من رؤية القلب وإلا فحال وما هم بخارجين من النار أصله وما يخرجون، فعدل به إلى هذه العبارة، للمبالغة في الخلود والإقناط عن الخلاص والرجوع إلى الدنيا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية