الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 22 ] باب أحكام النون الساكنة والتنوين

                                                          وهي أربعة : إظهار ، وإدغام ، وقلب ، وإخفاء

                                                          والنون الساكنة تكون في آخر الكلمة ، وفي وسطها كسائر الحروف السواكن . وتكون في الاسم والفعل والحرف .

                                                          وأما التنوين فلا يكون إلا في آخر الاسم بشرط أن يكون منصرفا موصولا لفظا غير مضاف عريا عن الألف واللام ، وثبوته مع هذه الشروط إنما يكون في اللفظ لا في الخط إلا في قوله تعالى : وكأين . حيث وقع فإنهم كتبوه بالنون .

                                                          ( أما الإظهار ) فإنه يكون عند ستة أحرف وهي حروف الحلق منها أربعة بلا خلاف وهي : الهمزة ، والهاء ، والعين ، والحاء نحو وينأون ، من آمن ، كل آمن ، أنهار ، من هاد ، جرف هار ، أنعمت ، من عمل ، عذاب عظيم ، وانحر ، من حكيم حميد . والحرفان الآخران اختلف فيهما وهما : الغين والخاء . نحو فسينغضون ، من غل ، إله غيره ، والمنخنقة ، من خير . قوم خصمون فقرأ أبو جعفر بالإخفاء عندهما . وقرأ الباقون بالإظهار . واستثنى بعض أهل الأداء عن أبي جعفر فسينغضون ، و إن يكن غنيا ، و المنخنقة فأظهروا النون عنه في هذه الثلاثة ، وروى الإخفاء فيها أبو العز في إرشاده من طريق الحنبلي عن هبة الله ، وذكرهما في كفايته عن الشطوي كلاهما من رواية ابن وردان . ورواه أبو طاهر بن سوار في المنخنقة خاصة من الروايتين جميعا . ولم يستثنها الأستاذ أبو بكر بن مهران في الروايتين بل أطلق الإخفاء في الثلاثة كسائر القرآن . وخص في الكامل استثناءها من طريق الحمامي فقط وأطلق الإخفاء فيها من الطريقين وبالإخفاء وعدمه قرأنا لأبي جعفر من روايتيه والاستثناء أشهر ، وعدمه أقيس - والله أعلم - .

                                                          . وانفرد ابن مهران عن ابن بويان

                                                          [ ص: 23 ] عن أبي نشيط عن قالون بالإخفاء أيضا عند الغين والخاء في القرآن ولم يستثن شيئا ، واتبعه على ذلك أبو القاسم الهذلي في كامله . وذكره الحافظ أبو عمرو في جامعه عن أبي نشيط من طريق ابن شنبوذ عن أبي حسان عنه ، وكذا ذكره في المبهج واستثنى إن يكن غنيا ، و : فسينغضون وهي رواية المسيبي عن نافع . وكذلك رواه محمد بن سعدان عن اليزيدي عن أبي عمرو ووجه الإخفاء عند الغين والخاء قربهما من حرفي أقصى اللسان القاف والكاف . ووجه الإظهار بعد مخرج حروف الحلق من مخرج النون والتنوين وإجراء الحروف الحلقية مجرى واحدا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية