الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              872 [ ص: 523 ] 23 – باب: يجيب الإمام على المنبر إذا سمع النداء

                                                                                                                                                                                                                              914 - حدثنا ابن مقاتل قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا أبو بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان، وهو جالس على المنبر، أذن المؤذن قال: الله أكبر الله أكبر. قال معاوية: الله أكبر الله أكبر. قال: أشهد أن لا إله إلا الله. فقال معاوية: وأنا. فقال: أشهد أن محمدا رسول الله. فقال معاوية: وأنا. فلما أن قضى التأذين قال: يا أيها الناس، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على هذا المجلس حين أذن المؤذن، يقول ما سمعتم مني من مقالتي. [انظر: 612 - فتح: 2 \ 396]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أبي أمامة: قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان وهو جالس على المنبر، أذن المؤذن قال: الله أكبر. قال معاوية: الله أكبر .. الحديث

                                                                                                                                                                                                                              وقد سلف في الأذان، وشيخ البخاري فيه هو محمد بن مقاتل المروزي المجاور بمكة، انفرد به البخاري ولقبه: رخ. ثقة، صاحب حديث، مات سنة ست وعشرين ومائتين، ومات بعده محمد بن مقاتل العباداني بعشر سنين، ومحمد بن مقاتل الرازي الفقيه بعشرين.

                                                                                                                                                                                                                              وشيخه عبد الله هو ابن المبارك.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: إباحة الكلام للإمام على المنبر قبل أن يدخل في الخطبة، بما فيه معنى تعليم الناس السنن; لأن القول مثلما يقول المؤذن قد حض عليه - صلى الله عليه وسلم - وقد سلف هناك اختلاف العلماء فيمن كان في صلاة: هل يقول مثل ما يقول المؤذن؟

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 524 ] وفيه: الاختصار من القول، فإنه تعالى يعلم المراد.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: تعليم العلم من الإمام وهو على المنبر.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: الجلوس قبل الخطبة، وقد سلف ما فيه.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: أن الخطيب إذا جلس على المنبر يؤذن بعد جلوسه، ثم يحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم - كان خروجه من بيته وطلوعه على المنبر كان قبل الزوال بيسير، إن كان المؤذن يؤذن عند الزوال; لأنه ما كان يؤذن إلا أذانا واحدا، وإن كان يؤذن بعده فيحتمل أن يكون - صلى الله عليه وسلم - خروجه عنده.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: أن الخطيب يجيب المؤذن ولا يمنعه من ذلك كونه على المنبر، وعلى هذا فيرد السلام، إلى غير ذلك.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: أن الأذان مرة واحدة على ما جاء في هذه الرواية وتأول.

                                                                                                                                                                                                                              فائدة:

                                                                                                                                                                                                                              قال الهروي: عوام الناس يضمون الراء من "أكبر" وكان أبو العباس يقول بالسكون، يحتج بأن الأذان سمع موقوفا غير معرب في مقاطعه، ونقلت فتحة الألف إلى الراء.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية