الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            15210 وعن أنس بن مالك قال : جاء أبو بكر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقعد بين يديه ، فقال : يا رسول الله ، قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام ، وأني ، وأني . قال : " وما ذاك ؟ " . قال : تزوجني فاطمة ؟ فسكت عنه - أو قال : فأعرض عنه - فرجع أبو بكر إلى عمر ، فقال : هلكت وأهلكت ، قال : وما ذاك ؟ قال : خطبت فاطمة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعرض عني قال : مكانك حتى آتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فأطلب مثل الذي طلبت فأتى عمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقعد بين يديه ، فقال : يا رسول الله ، قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام ، وأني ، وأني . قال : " وما ذاك ؟ " . قال : تزوجني فاطمة ؟ فأعرض ، فرجع عمر إلى أبي بكر فقال : إنه ينتظر أمر الله فيها ، انطلق بنا إلى علي حتى نأمره أن يطلب مثل الذي طلبنا ، قال علي : فأتياني وأنا في سبيل ، فقالا : بنت عمك تخطب ، فنبهاني لأمر ، فقمت أجر ردائي طرفا على عاتقي وطرفا آخر في الأرض ، حتى أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقعدت بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : يا رسول الله ، قد علمت قدمي في الإسلام ومناصحتي ، وأني ، وأني . قال : " وما ذاك يا علي ؟ " . قلت : تزوجني فاطمة ؟ قال : " وما عندك ؟ " . قلت : فرسي وبدني - يعني : درعي - قال : " أما فرسك فلا بد لك منه ، وأما بدنك فبعها " . فبعتها بأربع مائة وثمانين درهما ، فأتيت بها النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضعتها في حجره ، فقبض منها قبضة ، فقال : " يا بلال ، ابغنا بها طيبا " . وأمرهم أن يجهزوها ، فجعل لها سريرا مشرطا بالشريط ، ووسادة من أدم حشوها ليف ، وملأ البيت كثيبا - يعني رملا - وقال : " إذا أتتك فلا تحدث شيئا حتى آتيك " . فجاءت مع أم أيمن ، فقعدت في جانب البيت وأنا في جانب ، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " أهاهنا أخي ؟ " . فقالت أم أيمن : أخوك وقد زوجته ابنتك ؟ ! فقال لفاطمة : " ائتيني بماء " . فقامت إلى قعب في البيت فجعلت فيه ماء فأتته به ، فمج فيه ، ثم قال لها : " قومي " . فنضح بين ثدييها وعلى رأسها ، ثم قال : " اللهم أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم " .

                                                                                            [ ثم قال : أدبري ، فأدبرت فنضح بين كتفيها ، ثم قال : " اللهم إني أعيذها وذريتها من الشيطان الرجيم ] ، ثم قال : " ائتيني بماء " . فعلمت الذي يريده ، فملأت القعب ماء فأتيته به ، فأخذ منه بفيه ، ثم مجه فيه ، ثم صب على رأسي وبين يدي ، ثم قال : " اللهم إني أعيذه [ ص: 206 ] بك وذريته من الشيطان الرجيم " . ثم قال : " ادخل على أهلك باسم الله والبركة
                                                                                            " . رواه الطبراني ، وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي ، وهو ضعيف .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية