الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
16666 7384 - (17115) - (4\123) عن شداد بن أوس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله عز وجل زوى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها، وإني أعطيت الكنزين الأبيض والأحمر، وإني سألت ربي عز وجل لا يهلك أمتي بسنة بعامة، وأن لا يسلط عليهم عدوا فيهلكهم بعامة ، وأن لا يلبسهم شيعا، ولا يذيق بعضهم بأس بعض، وقال: " يا محمد إني إذا قضيت قضاء، فإنه لا يرد، وإني قد أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة بعامة، ولا أسلط عليهم عدوا ممن سواهم فيهلكوهم بعامة، حتى يكون بعضهم يهلك بعضا، وبعضهم يقتل بعضا، وبعضهم يسبي بعضا " . [ ص: 105 ]

قال: وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " وإني لا أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلين، فإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة " .

التالي السابق


* قوله : "زوى لي الأرض ": كرمى; أي: ضم زواياها، وهو يحتمل أن يكون حقيقة، ويحتمل أنه خلق له الإدراك، فيكون مجازا; فإنه لما أدرك جميعها، صار كأنه جمعت له حتى رآها، والمراد من الأرض: ما سيبلغها ملك الأمة، لا كلها، يدل عليه ما بعده .

* "أعطيت": على بناء المفعول، وقد أعطاه الله تعالى مفاتيح الخزائن المفتوحة على الأمة .

* "الأبيض ": الفضة.

* "والأحمر ": الذهب.

* "لا يهلك ": من الإهلاك.

* "بسنة ": بقحط.

* "بعامة": أي: بقحط يعم الكل، وهو بدل.

* "فيهلكهم بعامة": أي: بعقوبة تعم الكل.

* "وألا يلبسهم ": من لبس; كضرب: إذا خلط ;أي: ألا يخلطهم فرقا يقاتل بعضهم بعضا.

* "يسبي": من السبي.

* "الأئمة المضلين": الداعين الخلق إلى البدع.

* "فإذا وضع ": أي: إذا أظهر الحرب فيهم، تبقى إلى القيامة، وقد وضع السيف بقتل عثمان، فلم يزل إلى الآن .

* * *




الخدمات العلمية