الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( الرابع : المؤلفة قلوبهم . وهم السادة المطاعون في عشائرهم ممن يرجى إسلامه ، أو يخشى شره ، أو يرجى بعطيته قوة إيمانه ، أو إسلام نظيره ، أو جباية الزكاة ممن لا يعطيها ، أو الدفع عن المسلمين ) . [ ص: 228 ] الصحيح من المذهب : أن حكم المؤلفة باق ، وعليه الأصحاب ، وهو من المفردات ، وعنه أن حكمهم انقطع مطلقا . قال في الإرشاد : وقد عدم في هذا الوقت المؤلفة ، وعنه أن حكم الكفار منهم انقطع ، واختار في المبهج أن المؤلفة مخصوصة بالمسلمين . وظاهر الخرقي : أنه مخصوص بالمشركين ، وصاحب الهداية والمذهب ، والتلخيص ، وجماعة : حكوا الخلاف في الانقطاع في الكفار ، وقطعوا ببقاء حكمهم في المسلمين ، فعلى رواية الانقطاع : يرد سهمهم على بقية الأصناف ، أو يصرف في مصالح المسلمين ، وهذا المذهب نص عليه ، وجزم به ابن تميم ، وصاحب الفائق ، وقدمه في الفروع ، وظاهر كلام جماعة : يرد على بقية الأصناف فقط ، قلت : قدمه في الرعاية ، قال المجد : يرد على بقية الأصناف . لا أعلم فيه خلافا إلا ما رواه حنبل ، وقال في الرعاية : فيرد سهمهم إلى بقية الأصناف ، وعنه في المصالح ، وما حكى الخيرة ، ولعله " وعنه وفي المصالح " بزيادة واو .

التالي السابق


الخدمات العلمية