الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3564 263 - حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، حدثنا حماد، حدثنا هشام، عن أبيه قال: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، قالت عائشة: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن: يا أم سلمة، والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث ما كان أو حيث ما دار، قالت: فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم قالت: فأعرض عني، فلما عاد إلي ذكرت له ذاك فأعرض عني، فلما [ ص: 253 ] كان في الثالثة ذكرت له، فقال: يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: " لا تؤذيني في عائشة... إلى آخره ".

                                                                                                                                                                                  وعبد الله بن عبد الوهاب أبو محمد الحجبي البصري مات في سنة ثمان وعشرين ومائتين، وهو من أفراده، وحماد هو ابن زيد، وهشام يروي عن أبيه عروة بن الزبير.

                                                                                                                                                                                  والحديث مر في كتاب الهبة في باب قبول الهدية، ومر الكلام فيه هناك.

                                                                                                                                                                                  قوله: " يتحرون " أي: يقصدون ويجتهدون.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وإنا نريد الخير " بنون المتكلم مع الغير، وأم سلمة أم المؤمنين اسمها هند، وقد مر غير مرة.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فمري " أي: قولي، وبه يستدل على أن العلو والاستعلاء لا يشترط في الأمر.

                                                                                                                                                                                  قوله: " في لحاف " وهو اسم ما يتغطى به.

                                                                                                                                                                                  قال الكرماني: والمعتنون بهذا الكتاب من الشيوخ رضي الله تعالى عنهم ضبطوه فقالوا: هاهنا منتصف الكتاب أي: كتاب البخاري، وباب مناقب الأنصار هو ابتداء النصف الأخير منه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية