الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            37 - 48 - [ ص: 261 ] ( باب مناقب أم سليم وولدها عبد الله ووالده - رضي الله عنهم - )

                                                                                            15421 - عن [النضر بن ] أنس قال : جاءت أم سليم إلى أبي أنس ، فقالت : جئت اليوم بما تكره ، فقال : لا تزالين تجيئين بما أكره من عند هذا الأعرابي . قالت : كان أعرابيا اصطفاه الله واختاره وجعله نبيا .

                                                                                            قال : ما الذي جئت به ؟ قال : حرمت الخمر قال : هذا فراق بيني وبينك . فمات مشركا .

                                                                                            وجاء أبو طلحة إلى أم سليم . قالت : لم أكن أتزوجك وأنت مشرك ؟ قال : لا والله ما هذا دهرك ، قالت : فما دهري ؟ قال : دهرك في الصفراء والبيضاء ، قالت : فإني أشهدك وأشهد نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أنك إن أسلمت فقد رضيت بالإسلام منك ، قال : فمن لي بهذا ؟ قالت : يا أنس ، قم فانطلق مع عمك .

                                                                                            فقام فوضع يده على عاتقي ، فانطلقنا حتى إذا كنا قريبا من نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فسمع كلامنا ، فقال : " هذا أبو طلحة بين عينيه عزة الإسلام " . فسلم على نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، فزوجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام . فولدت له غلاما ، ثم إن الغلام درج وأعجب به أبوه فقبضه الله - تبارك وتعالى - فجاء أبو طلحة ، فقال : ما فعل ابني يا أم سليم ؟ قالت : خير ما كان ، فقالت : ألا تتغدى ؟ قد أخرت غداءك اليوم قالت : فقدمت إليه غداءه ، فقلت : يا أبا طلحة ، عارية استعارها قوم وكانت العارية عندهم ما قضى الله ، وإن أهل العارية أرسلوا إلى عاريتهم فقبضوها ، ألهم أن يجزعوا ؟ قال : لا . قالت : فإن ابنك قد فارق الدنيا قال : فأين هو ؟ قالت : ها هو ذا في المخدع ، فدخل فكشف عنه واسترجع ، فذهب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحدثه بقول أم سليم ، فقال : " والذي بعثني بالحق لقد قذف الله - تبارك وتعالى - في رحمها ذكرا ؛ لصبرها على ولدها " .

                                                                                            قال : فوضعته ، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - : " اذهب يا أنس إلى أمك فقل لها : إذا قطعت سرار ابنك فلا تذيقيه شيئا حتى ترسلي به إلي " .

                                                                                            قال : فوضعته على ذراعي حتى أتيت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوضعته بين يديه ، فقال : " ائتني بثلاث تمرات عجوة " . قال : فجئت بهن ، فقذف نواهن ، ثم قذفه في فيه فلاكه ، ثم فتح فا الغلام فجعله في فيه ، فجعل يتلمظ ، فقال : " أنصاري يحب التمر " . فقال : " اذهب إلى أمك فقل : بارك الله لك فيه وجعله برا تقيا "
                                                                                            .

                                                                                            رواه البزار ، ورجاله رجال الصحيح غير أحمد بن منصور الرمادي ، وهو ثقة .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية