الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3625 321 - حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني ابن وهب قال: أخبرني عمرو أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه أن القاسم كان يمشي بين يدي الجنازة ولا يقوم لها، ويخبر عن عائشة قالت: كان أهل الجاهلية يقومون لها يقولون إذا رأوها: كنت في أهلك ما أنت. مرتين.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في لفظ " أهل الجاهلية "، ويحيى بن سليمان أبو سعيد الجعفي سكن مصر، قال المنذري: قدم مصر وحدث بها وتوفي بها سنة ثمان ويقال سبع وثلاثين ومائتين، وهو من أفراده، وابن وهب هو عبد الله بن وهب المصري، وعمرو هو ابن الحارث المصري، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " كان يمشي بين يدي الجنازة " وفيه خلاف فعند الشافعية المشي أمام الجنازة أفضل، وعند الحنفية وراءها أفضل لأنها متبوعة، وبه قال في رواية، وعنه: الأفضل أن تكون المشاة أمامها والركبان خلفها، وبه قال أحمد. قوله: " ولا يقوم لها " أي: ولا يقوم القاسم أي: للجنازة، ويخبر عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: كان أي: أهل الجاهلية يقومون لها إذا رأوا الجنازة، والظاهر أن أمر الشارع بالقيام لها لم يبلغ عائشة، فرأت أن ذلك من أفعال أهل الجاهلية، ولكن الشارع فعله، واختلف في نسخه، فقالت الشافعية ومالك: هو منسوخ بجلوسه صلى الله تعالى عليه وسلم، والمختار أنه باق، وبه قال ابن الماجشون، قال: [ ص: 293 ] هو على التوسعة والقيام فيه أجر وحكمه باق، وقال أبو حنيفة: إذا تقدمها لم يجلس حتى تحضر ويصلي عليها. قوله: " كنت في أهلك ما أنت. مرتين " كلمة ما موصولة وبعض صلته محذوف أي: الذي أنت فيه كنت في الحياة مثله إن خيرا فخير وإن شرا فشر، وذلك فيما كانوا يدعون من أن روح الإنسان تصير طائرا مثله، وهو المشهور عندهم بالصدي والهام، ويجوز أن تكون كلمة ما استفهامية أي: كنت في أهلك شريفا مثلا فأي شيء أنت الآن، ويجوز أن يكون ما نافية، ولفظ مرتين من تتمة المقول؛ أي: كنت مرة في القوم ولست بكائن فيهم مرة أخرى كما هو معتقد الكفار حيث قالوا: ما هي إلا حياتنا الدنيا




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية