الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وإن جمعناها في اسم السنة ، فلها درجات متفاوتة إذ تجبر أربعة منها بسجود السهو .

وأما من الأفعال فواحدة ، وهي الجلسة الأولى للتشهد الأول فإنها مؤثرة في ترتيب نظم الصلاة في أعين الناظرين حتى يعرف بها أنها رباعية أم لا ، بخلاف رفع اليدين فإنه لا يؤثر في تغيير النظم فعبر عن ذلك بالبعض .

وقيل الأبعاض تجبر بالسجود .

التالي السابق


ثم قال المصنف: (وهذه وإن جمعناها في اسم السنة، فلها درجات متفاوتة إذ تجبر أربعة منها بسجود السهو) ، وفي نسخة: "إذ تجبر من جملتها بسجود السهو". أربعة وهي: القنوت، والتشهد الأول، والقعود، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفي استحبابها قولان ذكرناهما سابقا، ثم فصل المصنف الأربعة المذكورة فقال: (أما من الأفعال فواحدة، وهي الجلسة الأولى للتشهد الأول) ؛لأن السجود إذا شرع لترك التشهد لما سيأتي، شرع لترك جلوسه؛ لأنه مقصود ولا يتم إتيانه إلا بالجلوس له، (فإنها) ، أي: الجلسة الأولى له، (مؤثرة في ترتيب نظم الصلاة في أعين الناظرين حتى يعرف بها أنها رباعية) ، أي: ذات أربع ركعات، (أم لا، بخلاف رفع اليدين) في الصلاة، (فإنه) وإن كان سنة أيضا إلا أنه (لا يؤثر في تغيير النظم) ، أي: نظم الصلاة في ظاهر النظر، (فعبر عن ذلك بالبعض وقيل الأبعاض تجبر بالسجود) ، قال الرافعي : المندوبات قسمان: مندوبات يشرع في تركها سجود السهو، ومندوبات لا يشرع فيها ذلك، والتي تقع في القسم الأول تسمى أبعاضا، ومنهم من يخصها باسم المسنونات، ويسمى التي تقع في القسم الثاني هيئات قال إمام الحرمين: وليس في تسميتها أبعاضا توقيف، ولعل معناها أن الفقهاء قالوا: يتعلق السجود ببعض السنن دون البعض، والذي يتعلق به السجود أقل مما لا يتعلق به، ولفظ البعض في أقل مسمى الشيء أغلب إطلاقا، فلذلك سميت هذه الأبعاض، وذكر بعضهم أن السنن المجبورة بالسجود قد تأكد أمرها، وجاوز حد سائر السنن بذلك القدر من التأكيد، شاركت الأركان فسميت أبعاضا تشبيها بالأركان التي هي أبعاض وأجزاء حقيقية .




الخدمات العلمية