الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              144 [ 78 ] وفي حديث إياس بن سلمة ، عن أبيه : من سل علينا السيف ، فليس منا .

                                                                                              رواه أحمد ( 4 \ 46 و 54) ومسلم ( 99 ) .

                                                                                              [ ص: 299 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 299 ] (33) ومن باب من تبرأ منه النبي - صلى الله عليه وسلم -

                                                                                              (قوله : " من حمل علينا السلاح فليس منا ") أي : من حمل علينا السلاح مقاتلا ; كما في الرواية الأخرى : من سل علينا السيف ، فليس منا ، ويعني بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - نفسه وغيره من المسلمين . ولا شك في كفر من حارب النبي - صلى الله عليه وسلم - ; وعلى هذا فيكون قوله - عليه الصلاة والسلام - : فليس منا ، أي : ليس بمسلم ، بل هو كافر .

                                                                                              وأما من حارب غيره من المسلمين متعمدا مستحلا من غير تأويل ، فهو أيضا كافر كالأول .

                                                                                              وأما من لم يكن كذلك ، فهو صاحب كبيرة ، إن لم يكن متأولا تأويلا مسوغا بوجه .

                                                                                              [ ص: 300 ] وقد تقدم أن مذهب أهل الحق : لا يكفر أحد من المسلمين بارتكاب كبيرة ما عدا الشرك ; وعلى هذا فيحمل قوله - عليه الصلاة والسلام - : ليس منا في حق مثل هذا على معنى : ليس على طريقتنا ، ولا على شريعتنا ; إذ سنة المسلمين وشريعتهم التواصل والتراحم ، لا التقاطع والتقاتل ; ويجري هذا مجرى قوله - عليه الصلاة والسلام - : من غشنا ، فليس منا ، ونظائره ، وتكون فائدته : الردع والزجر عن الوقوع في مثل ذلك ; كما يقول الوالد لولده إذا سلك غير سبيله : لست منك ، ولست مني! ; كما قال الشاعر :


                                                                                              إذا حاولت في أسد فجورا فإني لست منك ولست مني






                                                                                              الخدمات العلمية