الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: " أن تعلمني " قرأ ابن كثير: ( تعلمني مما ) بإثبات الياء في الوصل والوقف . وقرأ نافع وأبو عمرو بياء في الوصل . وقرأ ابن عامر وعاصم بحذف الياء في الحالين .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: " مما علمت رشدا " قرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم، وحمزة، والكسائي: ( رشدا ) بضم الراء [ وإسكان الشين ] خفيفة . وقرأ أبو عمرو: ( رشدا ) بفتح الراء والشين . وعن ابن عامر بضمهما . والرشد والرشد لغتان، كالنخل والنخل، والعجم والعجم، والعرب والعرب، والمعنى: أن تعلمني علما ذا رشد . وهذه القصة قد حرضت على الرحلة في طلب العلم، واتباع المفضول للفاضل طلبا للفضل، وحثت على الأدب والتواضع للمصحوب .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: " إنك لن تستطيع معي صبرا " قال ابن عباس: لن تصبر على صنعي ; لأني علمت من غيب علم ربي .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي هذا الصبر وجهان:

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: على الإنكار . والثاني: عن السؤال . [ ص: 170 ]

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: " وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا " الخبر: علمك بالشيء، والمعنى: كيف تصبر على أمر ظاهره منكر، وأنت لا تعلم باطنه ؟

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: " ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا " قال ابن الأنباري: نفي العصيان منسوق على الصبر، والمعنى: ستجدني صابرا ولا أعصي إن شاء الله .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية