الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر عدة حوادث

في هذه السنة كانت وقعة بين نجح بن جاخ وبين الأجناد بمنى ، ثاني عشر ذي الحجة ، فقتل منهم جماعة ، لأنهم طلبوا جائزة بيعة المقتدر بالله ، وهرب الناس إلى بستان ابن عامر ، وأصاب الحجاج في عودهم عطش عظيم ( فمات ) منهم جماعة .

( وحكي أن أحدهم كان يبول في كفه ثم يشربه ) .

وفيها خرج عبد الله بن إبراهيم المسمعي عن أصبهان إلى قرية من قراها مخالفا للخليفة ، واجتمع إليه نحو ( من ) عشرة آلاف من الأكراد وغيرهم ، فأمر بدر الحمامي بالمسير إليه ، فسار في خمسة آلاف من الجند ، وأرسل إليه منصور بن عبد الله بن منصور الكاتب يخوفه عاقبة الخلاف ، فسار إليه وأدى ( إليه ) الرسالة ، فرجع إلى الطاعة ، وسار إلى بغداذ ، واستخلف على عمله بأصبهان ، فرضي عنه المكتفي بالله .

وفيها كانت وقعة للحسين بن موسى على أعراب طي ، الذين كانوا حصروا وصيفا ، على غرة منهم ، فقتل فيهم كثيرا ، وأسر .

[ ص: 567 ] وفيها أوقع الحسن بن أحمد بالأكراد الذين تغلبوا على نواحي الموصل ، فظفر بهم ، واستباحهم ، ونهب أموالهم ، وهرب رئيسهم إلى رءوس الجبال ، فلم يدرك .

وفيها فتح المظفر بن جاخ بعض ما كان غلب عليه الخارجي باليمن ، وأخذ رئيسا من ( رؤساء أصحابه ) ، يعرف بالحكيمي .

وفيها تم الفداء بين المسلمين والروم في ذي القعدة ، وكان عدة من فودي به من الرجال والنساء ثلاثة آلاف نفس .

وحج بالناس الفضل بن عبد الملك الهاشمي .

[ الوفيات ]

وفيها توفي أبو بكر محمد بن إسماعيل بن مهران الجرجاني الإسماعيلي ، الفقيه ( الشافعي ) المحدث .

ومحمد بن أحمد بن ( نصر أبو ) جعفر الترمذي ، الفقيه الشافعي ، توفي ببغداذ .

وأبو الحسين أحمد بن محمد النوري شيخ الصوفية .

[ ص: 568 ] وتوفي الحسين بن عبد الله بن أحمد أبو علي الخرقي ، الفقيه الحنبلي ، يوم الفطر ( الخرقي بالخاء المعجمة والقاف ) ، وعبد الله بن أبي وارة .

التالي السابق


الخدمات العلمية