الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( ( الثاني : ) ) ذكر بعض المحققين انعقاد الإجماع على أنه لا بد سمعا من نفوذ الوعيد في طائفة من العصاة ، أو طائفة من كل صنف منهم ؛ كالزناة وشربة الخمر [ ص: 390 ] وقتلة الأنفس وأكلة الربا ، وأهل السرقة والغصوب إذا ماتوا على غير توبة ، فلا بد من نفوذ الوعيد في كل طائفة من كل صنف لا لفرد معين لجواز العفو ، وأقل ما يصدق عليه نفوذ الوعيد واحد من كل صنف ، والأدلة قاضية بقصر العصاة على عصاة الموحدين ، وقد رتب بعض الناس على ذلك امتناع سؤال العفو لجميع المسلمين لمنافاته لذلك ، وهذا ساقط ، إلا إذا قصد العفو ابتداء لكل فرد من أفراد الأمة ، على أن العفو يصدق بما بعد العذاب والتعذيب ، فمن قال بمنع المنع فهو المصيب ، وبالله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية