الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          884 حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني البصري حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كانت قريش ومن كان على دينها وهم الحمس يقفون بالمزدلفة يقولون نحن قطين الله وكان من سواهم يقفون بعرفة فأنزل الله تعالى ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح قال ومعنى هذا الحديث أن أهل مكة كانوا لا يخرجون من الحرم وعرفة خارج من الحرم وأهل مكة كانوا يقفون بالمزدلفة ويقولون نحن قطين الله يعني سكان الله ومن سوى أهل مكة كانوا يقفون بعرفات فأنزل الله تعالى ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس والحمس هم أهل الحرم

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ) بمفتوحة سكون ونون وبعين مهملة فألف فنون أخرى نسبة إلى صنعاء اليمن إلى صنعاء دمشق ، كذا في المغني ( الطفاوي ) ضم مهملة وخفة فاء وواو كذا في المغني . قوله : ( وهم الحمس ) بضم مهملة وسكون ميم فمهملة ، قال في القاموس : الحمس الأمكنة الصلبة جمع أحمس ، وهو لقب قريش وكنانة وجديلة ومن تابعهم في الجاهلية لتحمسهم في دينهم أو لالتجائهم بالحمساء وهي الكعبة ، انتهى .

                                                                                                          وقال الحافظ في الفتح : والأحمس في كلام العرب الشديد ، وسموا بذلك لما شددوا على أنفسهم وكانوا إذا أهلوا بحج أو عمرة لا يأكلون لحما ولا يضربون وبرا ولا شعرا وإذا قدموا مكة وضعوا ثيابهم التي كانت عليهم . وقيل : سموا حمسا بالكعبة لأنها حمساء حجرها أبيض يضرب إلى السواد ، والأول أشهر وأكثر وأنه من التحمس وهو التشدد ، انتهى كلامه ملخصا .

                                                                                                          ( يقولون نحن قطين الله ) قال في القاموس : قطن قطونا أقام وفلانا خدمه فهو قاطن والجمع قطان وقاطنة وقطين ، انتهى . وقطين [ ص: 533 ] الله على حذف المضاف أي سكان بيت الله ثم أفيضوا أي ادفعوا يا قريش وأصله أفيضوا أنفسكم فحذف المفعول من حيث أفاض الناس من عرفة بأن تقفوا بها معهم .




                                                                                                          الخدمات العلمية