الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا معاوية بن عمرو ، ثنا أبو إسحاق الفزاري ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن عبد الله بن مسعود ، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو الصادق المصدوق : " إن الله يجمع خلق أحدكم في بطن أمه أربعين يوما ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم ينفخ فيه الروح ، ثم يرسل إليه ملك بأربع كلمات ، فيقال : اكتب أجله ورزقه وشقيا أو سعيدا ، فإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع ، فيسبق عليه الشقاء فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه السعادة فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها " . صحيح متفق عليه ، رواه عن الأعمش الجم الغفير ، ورواه فطر بن خليفة وغيره عن زيد بن وهب ، مثله .

              حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا معاوية بن عمرو ، ثنا أبو إسحاق الفزاري ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن حذيفة ، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين قد رأيت أحدهما وأنا أنظر الآخر ، حدثنا : " أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ، ثم نزل القرآن ، تعلموا من القرآن [ ص: 259 ] وعلموا " .

              ثم حدثنا عن رفع الأمانة فقال : " ينام الرجل النومة فيقبض الأمانة من قلبه ، فيظل أثرها مثل المجل كجمر دحرجته على رجلك ، فنفط فتراه منتبرا ، وليس فيه شيء ، فتصبح الناس يتبايعون ، ولا يكاد أحد يؤدي الأمانة ، حتى يقال : إن في بني فلان رجلا أمينا ، ثم يقال للرجل : ما أظرفه وما أعقله وما أجله ، وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ، ولقد أتى علي حين وما أبالي أيكم بايعت ، لئن كان نصرانيا ليردنه عليه بياعته ، ولئن كان مسلما ليردنه علي دينه ، فأما اليوم فوالله ما كنت لأبايع منكم إلا فلانا وفلانا "
              صحيح ثابت متفق عليه من حديث الأعمش .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن محمد بن محمد بن أبي موسى الأنطاكي ، ثنا عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي ، ثنا أبو إسحاق الفزاري ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من أيام العمل فيهن أفضل من عشر ذي الحجة ، قيل : ولا الجهاد في سبيل الله ، قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا من عثر جواده وأهريق دمه " غريب من حديث الأعمش ، تفرد به الفزاري ، والحديث صحيح ثابت متفق عليه ، رواه عدة من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

              حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الكندي البغدادي ، ثنا سعيد بن عجب ، ثنا سعيد بن عمرو السكوني ، ثنا بقية ، عن أبي إسحاق الفزاري ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن ابن مسعود ، قال : إذا وعد أحدكم حبيبه فلينجز له ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " العدة عطية " غريب من حديث الأعمش ، تفرد به الفزاري ، ولا أعلم رواه عنه إلا بقية .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية