الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3733 1 - حدثني عبد الله بن محمد ، حدثنا وهب ، حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق : كنت إلى جنب زيد بن أرقم ، فقيل له : كم غزا النبي - صلى الله عليه وسلم - من غزوة ؟ قال : تسع عشرة ، قيل : كم غزوت أنت معه ؟ قال : سبع عشرة ، قلت : فأيهم كانت أول ؟ قال : العسيرة أو العشير ، فذكرت لقتادة فقال : العشير .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة .

                                                                                                                                                                                  ووهب هو ابن جرير البصري ، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ، وزيد بن أرقم الأنصاري .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا عن عمرو بن خالد عن زهير ، وعن عبد الله بن رجاء عن إسرائيل ، وأخرجه مسلم في المغازي أيضا عن بندار وأبي موسى ، وفيه عن أبي بكر بن أبي شيبة ، وفي المناسك عن أبي خيثمة ، وأخرجه الترمذي في الجهاد عن محمد بن غيلان : حدثنا وهب بن جرير ، وأبو داود قالا : حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال : كنت .... إلى آخره نحوه ، غير أن في لفظه قلت : وأيتهن كان أول ؟ قال : ذات العشيرة أو العسيرة ، وروى مسلم من حديث أبي الزبير عن جابر يقول : غزوت مع رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - تسع عشرة غزوة ، قال جابر : لم أشهد بدرا ولا أحدا ، منعني أبي ، فلما قتل أبي عبد الله يوم أحد لم أتخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة قط ، ومقتضى حديثه أن غزواته - صلى الله عليه وسلم - إحدى وعشرون غزوة ; لأنه ذكر أنه لم يغز معه بدرا ولا أحدا ، وأنه غزا معه تسع عشرة غزوة بعد أحد ، وقد ذكر أصحاب المغازي والسير أكثر من ذلك ، فذكر محمد بن سعد عن جماعة من أهل السير منهم موسى بن عقبة وابن إسحاق وأبو مسعر وعبد الرحمن بن أبي الزناد في آخرين ، وقال : دخل حديث بعضهم في بعض ، قالوا : عدد مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبع وعشرون غزوة ، وكانت سراياه التي بعث فيها سبعا وأربعين سرية .

                                                                                                                                                                                  ( فإن قلت ) : قد ذكر أصحاب السير قبل غزوة العشير ثلاث غزوات ، ( قلت ) : أما أن يكون زيد بن أرقم لم يكن يومئذ أسلم ، أو كانت ثلاث غزوات صغيرة ، فإن من عد من الصحابة ذكر أعظمها ، أو كانت قبل أن يشتهر أمر الغزو بالنسبة إلى ما علمه . قوله : " فأيهم " قال الدمياطي : مقتضى الكلام أيهن أو أيها ، وفي رواية الترمذي أيتهن كما ذكرنا . قوله : " فذكرت " الذاكر لعبادة هو شعبة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية