الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
17087 7656 - (17593) - (4\176) عن أبي نضرة: أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له: أبو عبد الله، دخل عليه أصحابه يعودونه وهو يبكي، فقالوا له: ما يبكيك؟ ألم يقل لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خذ من شاربك، ثم أقره حتى تلقاني "؟ قال: بلى، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله قبض بيمينه قبضة، وأخرى باليد الأخرى، وقال: هذه لهذه، وهذه لهذه، ولا أبالي " فلا أدري في أي القبضتين أنا ؟

التالي السابق


* قوله : "ثم أقره ": أي: أثبته وأدمه، وفي رواية البلاذري: "ثم اصبر حتى تلقاني "، كذا في "الإصابة"; أي: فقد بشرت بلقاء النبي صلى الله عليه وسلم، فأي خوف عليك؟

* "هذه لهذه ": أي: إحداهما للجنة، والأخرى للنار، وفي رواية البلاذري: "قبض الله قبضة بيمينه، قال: هؤلاء، للجنة ولا أبالي،وقبض قبضة بيده الأخرى فقال: هؤلاء للنار ولا أبالي " . [ ص: 279 ]

* "فلا أدري ": أي: فلا يتم: شرط البشارة مني إلا إذا كنت في قبضة الجنة، وإلا فلا بد يحصل فيه خلل مني، وبالجملة: فالنظر في التقدير ينسي البشارة; لجواز كونها مقيدة بقيد غير مذكور، أو لجواز فوات المذكور، ونحو ذلك، والله تعالى أعلم .

* * *




الخدمات العلمية