الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          [ ص: 149 ] مسألة تعجيل الفطر وتأخير السحور وما بينه وبين صلاة الفجر

                          قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ) ) متفق عليه من حديث سهل بن سعد ( رضي الله عنه ) وروى أحمد من حديث أبي ذر أنه - صلى الله عليه وسلم - قال : ( ( ما تزال أمتي بخير ما أخروا السحور وعجلوا الفطور ) ) . ولكن في إسناده سليمان بن أبي عثمان قال أبو حاتم : مجهول . وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( ( يقول الله تعالى إن أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا ) ) رواه أحمد والترمذي . وقال : حسن غريب من حديث أبي هريرة ، وعنه قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( ( لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون ) ) رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه . وقال : ( ( لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم ) ) رواه ابن حبان والحاكم من حديث سهل بن سعد . وروى عبد الرزاق عن عمرو بن ميمون الأودي قال : كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أسرع الناس إفطارا وأبطأهم سحورا - قال الحافظ ابن حجر : إسناده صحيح .

                          وقال الحافظ ابن عبد البر : أحاديث تعجيل الإفطار وتأخير السحور صحاح متواترة - يعني والله أعلم بالعمل بها .

                          وأما فصل ما بين السحور وصلاة الفجر ففيه حديث زيد بن ثابت : تسحرنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قام إلى الصلاة ، فسأله أنس : كم كان بين الأذان والسحور ؟ قال قدر خمسين آية . قال الحافظ في شرحه من الفتح عند ذكر الآيات ; أي : متوسطة لا طويلة ولا قصيرة ولا سريعة ولا بطيئة ، ونقل عن المهلب أنهم كانوا يقدرون بالعمل ولا سيما هذا الوقت ; فإنه وقت تلاوة وذكر ، ولو كانوا يقدرون بغير العمل لقال مثلا : قدر درجة أو ثلث أو خمس ساعة . ا هـ . وأقول : إن سورة فصلت 54 آية منها ( حم ) آية . وسورة الشورى 53 آية منها ( حم ) آية ( عسق ) آية . فهذا قدر ما بين سحورهم وصلاتهم للفجر ، وهو نحو خمس دقائق .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية