الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                      باب إيجاب التشهد

                                                                                                      1277 أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن أبو عبيد الله المخزومي قال حدثنا سفيان عن الأعمش ومنصور عن شقيق بن سلمة عن ابن مسعود قال كنا نقول في الصلاة قبل أن يفرض التشهد السلام على الله السلام على جبريل وميكائيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولوا هكذا فإن الله عز وجل هو السلام ولكن قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                      1277 [ ص: 40 ] ( لا تقولوا هكذا فإن الله هو السلام ) قال النووي معناه أن السلام اسم من أسماء الله - تعالى - ومعناه السالم من سمات الحدوث ومن الشريك والند وقيل المسلم أولياءه وقيل المسلم عليهم في الجنة وقيل غير ذلك ( التحيات لله ) جمع تحية وهي الملك وقيل البقاء وقيل العظمة وقيل إنما قيل التحيات بالجمع ؛ لأن ملوك العرب كل واحد منهم يحييه أصحابه بتحية مخصوصة فقيل جميع تحياتهم لله -تعالى- وهو المستحق لذلك حقيقة ( والصلوات ) هي الصلوات المعروفة وقيل الدعوات والتضرع وقيل الرحمة أي الله المتفضل بها ( والطيبات ) أي الكلمات الطيبات كالأذكار والدعوات وما شاكل ذلك قال النووي ومعنى الحديث أن التحيات وما بعدها مستحقة لله -تعالى- ولا تصلح حقيقتها لغيره ( السلام عليك أيها النبي ) قال النووي قيل معناه هنا وفي آخر الصلاة التعوذ بالله والتحصين به سبحانه فإن السلام اسم الله سبحانه تقديره الله حفيظ عليك وكفيل كما يقال الله معك ؛ أي بالحفظ والمعونة واللطف وقيل معناه السلام والنجاة لك ويكون مصدرا كاللذاذ واللذاذة كما قال تعالى فسلام لك من أصحاب اليمين ( ورحمة الله ) قد يتمسك به من جوز الدعاء له -صلى الله عليه وسلم- بالرحمة , ولا دليل فيه ; لأنه جاء على طريق التبعية للسلام , وقد يغتفر مجيء الشيء تبعا , ولا يغتفر استقلالا ولي في المسألة تأليف مودع في الفتاوى ( وبركاته ) البركة كثرة الخير أو النمو والزيادة ( السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) قال النووي : قال الزجاج وصاحب المطالع , [ ص: 41 ] وغيرهما : الصالح هو القائم بحقوق الله - تعالى - وحقوق العباد , وقال الترمذي : الحكيم من أراد أن يحظى بهذا السلام الذي يسلمه الخلق في صلاتهم فليكن عبدا صالحا , وإلا حرم هذا الفضل العظيم , وقال الفاكهاني : ينبغي للمصلي أن يستحضر في هذا المحل جميع الأنبياء والملائكة والمؤمنين .




                                                                                                      الخدمات العلمية