الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            1601 وعن أبي الطفيل عامر بن واثلة أن رجلا مر على قوم فسلم عليهم ، فردوا عليه السلام ، فلما جاوزهم قال رجل منهم : والله إني لأبغض هذا في الله . فقال أهل المجلس : بئس والله ما قلت ، أما والله لننبئنه ، قم يا فلان - رجلا منهم - فأخبره ، فأدركه رسولهم فأخبره بما قال ، فانصرف الرجل حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، مررت بمجلس من المسلمين فيهم فلان ، فسلمت عليهم فردوا السلام ، فلما جاوزتهم أدركني رجل منهم فأخبرني أن فلانا قال : والله إني لأبغض هذا الرجل في الله ، فادعه يا رسول الله فسله على ما يبغضني ، فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله عما أخبره الرجل ، فاعترف بذلك وقال : قد قلت له ذلك يا رسول الله ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " فلم تبغضه ؟ " فقال : أنا جاره ، وأنا به خابر ، والله ما رأيته يصلي صلاة قط إلا هذه الصلاة المكتوبة التي يصليها البر والفاجر . قال : سله يا رسول الله ، هل رآني قط أخرتها عن وقتها ، أو أسأت الوضوء لها ، أو أسأت الركوع والسجود فيها ؟ فسأله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : لا والله ، [ ثم قال : والله ] ما رأيته يصوم قط إلا هذا الشهر الذي يصومه البر والفاجر . قال : سله يا رسول الله ، هل رآني قط فرطت فيه أو انتقصت من حقه شيئا ؟ فسأله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لا . ثم قال : والله ما رأيته يعطي سائلا قط ، ولا رأيته ينفق من ماله شيئا في شيء [ ص: 291 ] في سبيل الله إلا هذه الصدقة التي يؤديها البر والفاجر . قال : فسله يا رسول الله ، هل كتمت من الزكاة شيئا قط أو ماكست فيها طالبها ؟ قال : فسأله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : لا . فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " قم ، إن أدري لعله خير منك " .

                                                                                            رواه أحمد والطبراني في الكبير ، ورجال أحمد ثقات أثبات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية