الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
2- أحكام القرآن - لابن العربي :

أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد المعافري الأندلسي الإشبيلي . من أئمة علماء الأندلس المتبحرين . وهو مالكي المذهب . وكتابه " أحكام القرآن " أهم مرجع للتفسير الفقهي عند المالكية .

وابن العربي في تفسيره رجل معتدل منصف ، لا يتعصب لمذهبه كثيرا ، ولا يتعسف في تفنيد آراء المخالفين كما فعل الجصاص ، وإن كان يتغاضى عن كل زلة علمية تصدر من مجتهد مالكي .

وهو يذكر آراء العلماء في تفسير الآية مقتصرا على آيات الأحكام ، ويبين [ ص: 368 ] احتمالاتها المختلفة لدى المذاهب المتعددة ، ويفرد كل نقطة في تفسير الآية بعنوان . فيقول : المسألة الأولى . . المسألة الثانية . . وهكذا ، وقلما يقسو في الرد على مخالفيه ، كقوله مثلا في تفسير قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم : " المسألة الحادية عشرة " قوله عز وجل : فاغسلوا وظن الشافعي - وهو عند أصحابه معد بن عدنان في الفصاحة بله أبي حنيفة وسواه - أن الغسل صب الماء على المغسول من غير عرك ، وقد بينا فساد ذلك في مسائل الخلاف ، وفي سورة النساء ، وحققنا أن الغسل مس اليد مع إمرار الماء أو ما في معنى اليد “ .

ويحتكم ابن العربي في تفسيره إلى اللغة في استنباط الأحكام . وينفر من الإسرائيليات ، ويتعرض لنقد الأحاديث الضعيفة ويحذر منها .

والكتاب مطبوع عدة طبعات ، منها طبعة في مجلدين كبيرين ، ومنها طبعة في أربع مجلدات ويتداوله العلماء . . "

التالي السابق


الخدمات العلمية