الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها [ ص: 309 ] ولا يحيا ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلا جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " إنه من يأت ربه مجرما " يعني : مشركا ، " فإن له جهنم لا يموت فيها " فيستريح ، " ولا يحيا " حياة تنفعه .

                                                                                                                                                                                                                                      [ أنشد ابن الأنباري في مثل هذا المعنى قوله :


                                                                                                                                                                                                                                      ألا من لنفس لا تموت فينقضي شقاها ولا تحيا حياة لها طعم

                                                                                                                                                                                                                                      ]

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " قد عمل الصالحات " قال ابن عباس : قد أدى الفرائض . " فأولئك لهم الدرجات العلا " يعني : درجات الجنة ، وبعضها أعلى من بعض ، والعلا جمع العليا ، وهو تأنيث الأعلى . قال ابن الأنباري : وإنما قال : " فأولئك " ; لأن " من " تقع بلفظ التوحيد على تأويل الجمع ، فإذا غلب لفظها وحد الراجع إليها ، وإذا بين تأويلها جمع المصروف إليها .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : " وذلك " يعني : الثواب ، " جزاء من تزكى " ; أي : تطهر من الكفر والمعاصي .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية